قال اقبل عبدالله بن الزبير من العمرة في ركب من قريش فلما كانوا عند اليناصب أبصروا رجلا عند شجرة فتقدمهم ابن الزبير فلما انتهى اليه سلم عليه فلم يعبأ به ورد ردا ضعيفا ونزل ابن الزبير فلم يتحرك له الرجل فقال له ابن الزبير تنح عن الظل فانحاز متكارها قال ابن الزبير فجلست واخذت بيده وقلت من انت فقال رجل من الجن فما عدا ان قالها حتى قامت كل شعرة مني فاجتذبته وقلت انت رجل من الجن وتبدو الى هكذا واذا له سفلة وانكسر ونهرته وقلت الى تتبد وانت من اهل الارض فذهب هاربا وجاء اصحابي فقالوا اين الرجل الذي كان عندك فقلت انه كان من الجن فهرب قال فما منهم رجل الا سقط الى الارض عن راحلته فأخذت كل رجل منهم فشددته على راحلته حتى اتيت بهم الحج وما يعقلون وقال سفيان بن عيينه قال ابن الزبير دخلت المسجد ذات ليلة فاذا نسوة يطفن في بالبيت فأعجبنني فلما قضين طوافهن خرجن فخرجت في اثرهن لأعلم اين منزلهن فخرجن من مكة حتى اتين العقبة ثم انحدرن حتى اتين فجا فدخلن خربة فدخلت في اثرهن فاذا مشيخة جلوس فقالوا ما جاء بك يا ابن الزبير فقلت اشتهي رطبا وما بمكة يومئذ من رطبة فأتوني برطب فأكلت ثم قالوا احمل ما بقي معك فجئت به المنزل فوضعته في سفط وجعلت السفط في صندوق ثم وضعت رأسي لأنام فينما انا بين النائم واليقظان اذ سمعت جلبة في البيت فقال بعضهم لبعض اين وضعه قالوا في الصندوق ففتحوه فاذا هو في السفط داخله فهموا بفتحه فقال بعضهم انه ذكر اسم الله عليه فأخذوا السفط بما فيه فذهبوا به قال فلم آسف على شيء أسفي كيف لم أثب عليهم وهم في البيت وقد كان عبدالله بن الزبير ممن حاجف عن عثمان يوم الدار وجرح يومئذ بضع عشرة جراحة وكان على الراجلة وكان على الراجلة يوم الجمل وجرح يومئذ تسع عشرة جراحة ايضا وقد تبارز يومئذ هو ومالك بن الحارث بن الاشتر فاتحدا فصرع الاشتر ابن الزبير فلم يتمكن من القيام عنه بل احتضنه ابن الزبير وجعل ينادي اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي فأرسلها مثلا ثم تفرقا ولم يقدر عليه الاشتر وقد قيل انه جرح يومئذ بضع واربعون جراحة ولم يوجد الا بين القتلى وبه رمق وقد اعطت عائشة لمن بشرها انه لم يقتل عشرة الآف درهم وسجدت لله شكرا وكانت تحبه حبا شديدا لانه ابن اختها وكان عزيزا عليها وقد روي عن عروة ان عائشة لم تكن تحب احدا بعد رسول الله ( ص ) وابي بكر مثل حبها ابن الزبير قال وما رأيت ابي وعائشة يدعوان لاحد من الخلق مثل دعائهما لابن الزبير .
وقال الزبير بن بكار حدثني أخي هارون بن أبي بكر عن يحيى بن ابراهيم عن سليمان بن محمد عن يحيى بن عروة عن عمه عن عبد الله بن عروة قال أفحمت ألسنة نابغة بني جعدة فدخل على عبدالله بن الزبير المسجد الحرام فأنشد هذه الابيات