دمشق لغزو القسطنطينية ثم قدمها مرة أخرى وبويع بالخلافة أيام يزيد بن معاوية لما مات معاوية ابن يزيد فكان على الحجاز واليمن والعراقيين ومصر وخراسان وسائر بلاد الشام إلا دمشق وتمت البيعة له سنة أربع وستين وكان الناس بخير فى زمانه وثبت من غير وجه عن هشام عن أبيه عن أسماء أنها خرجت بعبد الله من مكة مهاجرة وهى حبلى به فولدته بفبا أول مقدمهم المدينة فأتت به رسول الله ص فحنكه وسماه عبد الله ودعا له وفرح المسلمون به لأنه كانت اليهود قد زعموا أنهم قد سحروا المهاجرين فلا يولد لهم فى المدينة فلما ولد ابن الزبير كبر المسلمون وقد سمع عبد الله بن عمر جيش الشام حين كبروا عند قتله فقال أما والله للذين كبروا عند مولده خير من هؤلاء الذين كبروا عند قتله وأذن الصديق فى اذنه حين ولد رضى الله عنهما ومن قال إن الصديق طاف به حول الكعبة وهو فى خرقة فهو واهم والله أعلم وإنما طاف الصديق به فى المدينة ليشتهر امر ميلاده على خلاف ما زعمت اليهود وقال مصعب الزبيرى كان عارضا عبد الله خفيفين وما اتصلت لحيته حتى بلغ ستين سنة وقال الزبير بن بكار حدثنى على بن صالح عن عامر بن صالح عن سالم بن عبد الله بن عروة عن أبيه أن رسول الله ص كلم فى غلمة ترعرعوا منهم عبد الله ابن جعفر وعبد الله بن الزبير وعمر بن أبى سلمة فقيل يا رسول الله لو بايعتهم فتصيبهم بركتك ويكون لهم ذكر فأتى بهم إليه فكأنهم تكعكعوا واقتحم عبد الله بن الزبير فتبسم رسول الله ص وقال إنه ابن أبيه وبايعه وقد روى من غير وجه أن عبد الله بن الزبير شرب من دم النبى ص كان النبى ص قد احتجم فى طست فأعطاه عبد الله بن الزبير ليريقه فشربه فقال له لا تمسك النار إلا تحلة القسم وويل لك من الناس وويل للناس منك وفى رواية أنه قال له يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد فلما بعد عمد إلى ذلك الدم فشربه فلما رجع قال ما صنعت بالدم قال إنى شربته لأزداد به علما وإيمانا وليكون شىء من جسد رسول الله ص فى جسدى وجسدى أولى به من الأرض فقال ابشر لا تمسك النار أبدا وويل لك من الناس وويل للناس منك .
وقال محمد بن سعد أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا الحارث بن عبيد ثنا أبو عمران الجونى أن نوفا كان يقول إنى لأجد فى كتاب الله المنزل أن ابن الزبير فارس الخلفاء وقال حماد بن زيد عن ثابت البنانى قال كنت أمر بعبد الله بن الزبير وهو يصلى خلف المقام كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك وقال الأعمش عن يحيى بن وثاب كان ابن الزبير إذا سجد وقعت العصافير على ظهره تصعد وتنزل لا تراه الا جذم حائط وقال غيره كان ابن الزبير يقوم ليله حتى يصبح ويركع ليله حتى