فهدمت داره وكان محمد بن الأشعث بن قيس ممن هرب إلى مصعب فأمر المختار بهدم داره وأن يبنى بها دار حجر بن عدى التى كان زياد هدمها .
مقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص امير الذين قتلوا الحسين .
قال الواقدى كان سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه جالسا ذات يوم إذ جاء غلام له ودمه يسيل على عقبيه فقال له سعد من فعل بك هذا فقال ابنك عمر فقال سعد اللهم اقتله وأسل دمه وكان سعد مستجاب الدعوة فلما خرج المختار على الكوفة استجار عمر بن سعد بعبد الله بن جعدة بن هبيرة وكان صديقا للمختار من قرابته من على فأتى المختار فأخذ منه لعمر بن سعد أمانا مضمونه أنه آمن على نفسه وأهله وماله ما أطاع ولزم رحله ومصره ما لم يحدث حدثا وأراد المختار ما لم يأت الخلاء فيبول أو يغوط ولما بلغ عمر بن سعد ان المختار يريد قتله خرج من منزله ليلا يريد السفر نحو مصعب أو عبيد الله بن زياد فنمى للمختار بعض مواليه ذلك فقال المختار وأى حدث أعظم من هذا وقيل إن مولاه قال له ذلك وقال له تخرج من منزلك ورحلك ارجع فرجع ولما أصبح بعث إلى المختار يقول له هل أنت مقيم على أمانك وقيل إنه أتى المختار يتعرف منه ذلك فقال له المختار اجلس وقيل إنه أرسل عبد الله بن جعدة إلى المختار يقول له هل أنت مقيم على امانك له فقال له المختار اجلس فلما جلس قال المختار لصاحب حرسه اذهب فأتنى برأسه فذهب إليه فقتله وأتاه برأسه .
وفى رواية أن المختار قال ليلة لأقتلن غدا رجلا عظيم القدمين غائر العينين مشرف الحاجبين يسر بقتله المؤمنون والملائكة المقربون وكان الهيثم بن الأسود حاضرا فوقع فى نفسه أنه أراد عمر بن سعد فبعث إليه ابنه الغرثان فأنذره فقال كيف يكون هذا بعد ما أعطانى من العهود والمواثيق وكان المختار حين قدم الكوفة أحسن السيرة إلى أهلها أولا وكتب لعمر بن سعد كتاب أمان إلا أن يحدث حدثا .
قال ابو مخنف وكان أبو جعفر الباقر يقول إنما أراد المختار إلا أن يدخل الكنيف فيحدث فيه ثم أن عمر بن سعد قلق أيضا ثم جعل يتنقل من محلة إلى محلة ثم صار أمره أنه رجع إلى داره وقد بلغ المختار انتقاله من موضع إلى موضع فقال كلا والله إن فى عنقه سلسلة ترده لوجهه إن يطير لأدركه دم الحسين فآخذ برجله ثم أرسل إليه أبا عمرة فأراد الفرار منه فعثر فى جبته فضربه أبو عمرة بالسيف حتى قتله وجاء برأسه فى أسفل قبائه حتى وضعه بين يدى المختار فقال المختار لابنه