إلى ثلاثة أيام حتى أملأ قلوبهم رعبا فلما كان الليل كابسهم أبو عمرة فى الخيل فأعجلهم أن يركبوا أو يلبسوا أسلحتهم وثار إليهم شمر وبن ذى الجوشن فطاعنهم برمحه وهو عريان ثم دخل خيمته فاستخرج منها سيفا وهو يقول ... نبهتم ليث عرين باسلا ... جهما محياه يدق الكاهلا ... لم ير يوما عن عدو ناكلا ... إلا أكر مقاتلا أو قاتلا ... يزعجهم ضربا ويروي العاملا ... .
ثم ما زال يناضل عن نفسه حتى قتل فلما سمع أصحابه وهم منهزمون صوت التكبير وقول أصحاب المختار الله أكبر قتل الخبيث عرفوا أنه قد قتل قبحه الله .
قال أبو مخنف عن يونس بن أبى إسحاق قال ولما خرج المختار من جبانة السبيع وأقبل إلى القصر يعنى منصرفه من القتال ناداه سراقة بن مرداس بأعلا صوته وكان فى الأسرى ... امنن على اليوم يا خير معد ... وخير من حل بشحر والجند ... وخير منة لبى وصام وسجد ... .
قال فبعث إلى السجن فاعتقله ليلة ثم أطلقه من الغد فأقبل إلى المختار وهو يقول ... ألا أخبر أبا إسحاق أنا ... نزونا نزوة كانت علينا ... خرجنا لا نرى الضعفاء شيئا ... وكان خروجنا بطرا وشينا ... نراهم فى مصافهم قليلا ... وهم مثل الربا حين التقينا ... برزنا إذ رأيناهم فلما ... رأينا القوم قد برزوا الينا ... رأينا منهم ضربا وطحنا ... وطعنا صائبا حتى انثنينا ... نصرت على عدوك كل يوم ... بكل كثيبة تنعى حسينا ... كنصر محمد فى يوم بدر ... ويوم الشعب إذ لاقى حنينا ... فاسجح إذ ملكت فلو ملكنا ... لجرنا فى الحكومة واعتدينا ... تقبل توبة منى فإنى ... سأشكر إذ جعلت العفو دينا ... .
وجعل سراقة بن مرداس يحلف انه رأى الملائكة على الخيول البلق بين السماء والأرض وأنه لم يأسره إلا واحد من أولئك الملائكة فأمره المختار أن يصعد المنبر فيخبر الناس بذلك فصعد المنبر فأخبر الناس بذلك فلما نزل خلا به المختار فقال له إنى قد عرفت أنك لم تر الملائكة وإنما أردت بقولك هذا أنى لا أقتلك ولست أقتلك فاذهب حيث شئت لئلا تفسد على أصحابى فذهب سراقة إلى البصرة إلى مصعب بن الزبير وجعل يقول ... ألا أخبر أبا إسحاق أنى ... رأيت البلق دهما مصمتات