وعبد الملك بن مروان وقد ذكره أبو زرعة الدمشقى فى الطبقة التى تلى الصحابة وهى العليا وقال له أحاديث وكان كثير اللحم عظيم الجسم كثير الشعر جميلا طويلا ضخم الهامة محدد الأصابع غليظها مجدرا وكان أبوه قد طلق أمه وهى حامل به فرأت أمه فى المنام أنه خرج منها قمر من قبلها فقصت رؤياها على أمها فقالت إن صدقت رؤياك لتلدن من يبايع له بالخلافة وجلست أمه ميسون يوما تمشطه وهو صبى صغير وأبوه معاوية مع زوجته الحظية عنده فى المنظرة وهى فاختة بنت قرظة فلما فرغت من مشطه نظرت أمه إليه فأعجبها فقبلته بين عينيه فقال معاوية عند ذلك ... إذا مات لم تفلح مزينة بعده ... فنوطى عليه يا مزين التمائما ... .
وانطلق يزيد يمشى وفاختة تتبعه بصرها ثم قالت لعن الله سواد ساقى أمك فقال معاوية أما والله إنه لخير من ابنك عبد الله وهو ولده منها وكان أحمق فقالت فاختة لا والله لكنك تؤثر هذا عليه فقال سوف أبين لك ذلك حتى تعرفينه قبل أن تقومى من مجلسك هذا ثم استدعى بابنها عبد الله فقال له إنه قد بدا لى أن أعطيك كل ما تسألنى فى مجلسى هذا فقال حاجتى أن تشترى لى كلبا فارها وحمارا فارها فقال يا بنى أنت حمار وتشترى لك حمارا قم فاخرج ثم قال لأمه كيف رأيت ثم استدعى بيزيد فقال إنى قد بدا لى أن أعطيك كل ما تسألنى فى مجلسى هذا فسلنى ما بدا لك فخر يزيد ساجدا ثم قال حين رفع رأسه الحمد لله الذى بلغ أمير المؤمنين هذه المدة وأراه فى هذا الرأى حاجتى أن تعقد لى العهد من بعدك وتولينى العام صائفة المسلمين وتأذن لى فى الحج إذا رجعت وتولينى الموسم وتزيد أهل الشام عشرة دنانير لكل رجل فى عطائه وتجعل ذلك بشفاعتى وتعرض لأيتام بنى جمح وأيتام بنى سهم وأيتام بنى عدى فقال مالك ولأيتام بنى عدى فقال لأنهم حالفونى وانتقلوا إلى دارى فقال معاوية قد فعلت ذلك كله وقبل وجهه ثم قال لفاختة بنت قرظة كيف رأيت فقالت يا أمير المؤمنين أوصه بى فأنت أعلم به منى ففعل وفى رواية أن يزيد لما قال له أبوه سلنى حاجتك قال له يزيد اعتقنى من النار أعتق الله رقبتك منها قال وكيف قال لأنى وجدت فى الآثار أنه من تقلد أمر الأمة ثلاثة أيام حرمه الله على النار فاعهد إلى بالأمر من بعدك ففعل .
وقال العتبى رأى معاوية ابنه يزيد يضرب غلاما له فقال له اعلم أن الله أقدر عليك منك عليه سوأة لك أتضرب من لا يستطيع أن يمتنع عليك والله لقد منعتنى القدرة من الانتقام من ذوى الاحن وإن أحسن من عفا لمن قدر .
قلت وقد ثبت فى الصحيح أن رسول الله ص رأى أبا مسعود يضرب غلاما له فقال أعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه قال العتبى وقدم زياد بأموال كثيرة وبسفط مملوء جواهر