الناس قال إن الله قتله فسكت فقال مالك لا تتكلم فقال الله يتوفى الأنفس حين موتها وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله قال انت والله منهم ويحك انظروا هذا أدرك والله إني لأحسبه رجلا فكشف عنه مرى بن معاذ الأحمرى فقال نعم قد أدرك فقال اقتله فقال على بن الحسين من يوكل بهذه النسوة وتعلقت به زيبنب عمته فقالت يا ابن زياد حسبك منا ما فعلت بنا أما رويت من دمائنا وهل ابقيت منا أحدا قال واعتنقته وقالت أسألك بالله إن كنت مؤمنا إن قتلته لما قتلنى معه وناداه على فقال يا ابن زياد إن كان بينك وبينهن قرابة فابعث معهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبة الاسلام قال فنظر إليهن ساعة ثم نظر إلى القوم فقال عجبا للرحم والله إنى لأظن أنها ودت لو أنى قتلته أن أقتلها معه دعوا الغلام انطلق مع نسائك قال ثم إن ابن زياد أمر بنساء الحسين وصبيانه وبناته فجهزن إلى يزيد وأمر بعلى بن الحسين فغل بغل إلى عنقه وأرسلهم مع محقر بن ثعلبة العائذى من عائذة قريش ومع شمر بن ذى الجوشن قبحه الله فلما بلغوا باب يزيد بن معاوية رفع محقر بن ثعلبة صوته فقال هذا محقر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة فأجابه يزيد بن معاوية ما ولدت أم محقر شر وألأم ] ( 1 ) فلما دخلت الرؤوس والنساء على يزيد دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله ثم دعا بعلى بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه فأدخلن عليه والناس ينظرون فقال لعلى بن الحسين يا على أبوك قطع رحمى وجهل حقى ونازعنى سلطانى فصنع الله به ما قد رأيت فقال على ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب فقال يزيد لابنه خالد أجبه قال فما درى خالد ما يرد عليه فقال له يزيد قل ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير فسكت عنه ساعة ثم دعا بالنساء والصبيان فرأى هيئة قبيحة فقال قبح الله ابن مرجانة لو كانت بينهم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بهم ولا بعث بكم هكذا .
وروى أبو مخنف عن الحارث بن كعب عن فاطمة بنت على قالت لما أجلسنا بين يدى يزيد رق لنا وأمر لنا بشىء وألطفنا ثم أن رجلا من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال يا أمير المؤمنين هب لى هذه يعنينى وكنت جارية وضيئة فارتعدت فزعة من قوله وظننت أن ذلك جائز لهم فأخذت بثياب أختى زينب وكانت أكبر منى وأعقل وكانت تعلم أن ذلك لا يجوز فقالت لذلك الرجل كذبت والله ولؤمت وما ذلك لك وله فغضب يزيد فقال لها كذبت والله إن ذلك لى ولو شئت أن أفعله لفعلت قالت كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا قالت فغضب يزيد واستطار ثم قال إياى تستقبلين بهذا إنما خرج من