لا ترجع حتى ندرك ثأرنا ما نذوق أخونا فسار الحسين حتى إذا كان بزرود بلغه ايضا مقتل الذى بعثه بكتابه إلى أهل الكوفة بعد أن خرج من مكة ووصل إلى حاجر فقال خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج عليه وليس عليه منا ذمام قال فتفرق الناس عنه أيادى سبا يمينا وشمالا حتى بقى فى أصحابه الذين جاؤا معه من مكة وإنما فعل ذلك لأنه ظن أن من اتبعه من الأعراب إنما اتبعوه لأنه يأتى بلدا قد استقامت له طاعة اهلها فكره أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون على م يقدمون وقد علم أنه إذا بين لهم الأمر لم يصحبه إلا من يريد مواساته فى الموت معه قال فلما كان السحر امر فتيانه أن يستقوا من الماء ويكثروا منه ثم سار حتى مر ببطن العقبة فنزل بها .
وقال محمد بن سعد حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك قال حدثنى من شافه الحسين قال رأيت اخبية مضروبة بفلاة من الأرض فقلت لمن هذه قالوا هذه لحسين قال فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن والدموع تسيل على خديه ولحيته قال قلت بأبى وأمى يا ابن بنت رسول الله ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التى ليس بها أحد فقال هذه كتب أهل الكوفة إلى ولا أراهم إلا قاتلى فاذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا اذل من قرم الامة يعنى مقنعتها وأخبرنا على بن محمد عن الحسن بن دينار عن معاوية بن قرة قال قال الحسين والله لتعتدن على كما اعتدت بنو إسرائيل فى السبت وحدثنا على بن محمد عن جعفر بن سليمان الضبعى قال قال الحسين والله لا يدعونى حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفى فاذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قرم الامة فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر الحميدى ثنا سفيان ثنا شهاب بن حراش عن رجل من قومه قال كنت فى الجيش الذين بعثهم ابن زياد إلى الحسين وكانوا أربعة آلاف يريدون قتال الديلم فعينهم ابن زياد وصرفهم إلى قتال الحسين فلقيت حسينا فرأيته أسود الرأس واللحية فقلت له السلام عليك أبا عبد الله فقال وعليك السلام وكانت فيه غنة فقال لقد باتت فيكم سللة منذ الليلة يعنى سراقا قال شهاب فحدثت به زيد بن على فأعجبه وكانت فيه غنة قال سفيان بن عيينة وهى فى الحسينيين .
قال أبو مخنف عن أبى خالد الكاهلى قال لما صبحت الخيل الحسين بن على رفع يديه فقال اللهم أنت ثقتى فى كل كرب ورجائى فى كل شدة وأنت لى من كل أمر نزل ثقة وعدة فكم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو فأنزلته بك