فى الناس فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه وقد أحسنوا وأصلحوا وتحروا الحق فرحمهم الله وغفر لنا ولهم وقد بعثت إليكم بهذا الكتاب وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه فان السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت فتسمعوا قولى وتطيعوا أمرى فان فعلتم أهدكم سبيل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله وعندى فى صحة هذا عن الحسين نظر والظاهر أنه مطرز بكلام مريد من بعض رواة الشيعة قال فكل من قرأ ذلك من الأشراف كتمه إلا المنذر بن الجارود فانه ظن أنه دسيسة من ابن زياد فجاء به إليه فبعث خلف الرسول الذى جاء به من حسين فضرب عنقه وصعد عبيد الله ابن زياد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فوالله ما بى تقرن الصعبة وما يقعقع لى بالشنان وإنى لنكال لمن عادانى وسهام لمن حاربنى أنصف القارة ( 1 ) من رماها يا أهل البصرة إن أمير المؤمنين ولانى الكوفة وأنا غاد إليها الغداة وقد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبى سفيان وإياكم والخلاف والارجاف فوالذى لا إله غيره لئن بلغنى عن رجل منكم خلاف لأقتلنه وعريفه ووليه ولآخذن الأدنى بالأقصى حتى يستقيم لى الأمر ولا يكن فيكم مخالف ولا مشاقق أنا ابن زياد أشتهته من بين وطىء الحصى ولم يتنزعنى شبه خال ولا عم ثم خرج من البصرة ومعه مسلم ابن عمرو الباهلى فكان من أمره ما تقدم .
قال أبو مخنف عن الصقعب بن زهير عن عون بن جحيفة قال كان مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذى الحجة وقتل يوم الأربعاء لتسع مضين من ذى الحجة وذلك يوم عرفة سنة ستين وكان ذلك بعد مخرج الحسين من مكة قاصدا أرض العراق بيوم واحد وكان خروج الحسين من المدينة إلى مكة يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين ودخل مكة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان فأقام بمكة بقية شعبان ورمضان وشوال والقعدة وخرج من مكة لثمان مضين من ذى الحجة يوم الثلاثاء يوم التروية وفى رواية ذكرها ابن جرير أن مسلم بن عقيل لما بكى قال له عبيد الله بن عباس السلمى إن من يطلب مثل ما تطلب لا يبكى إذ انزل به مثل الذى نزل بك قال إنى والله ما لنفسى أبكى ومالها من القتل أرثى وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا ولكننى أبكى لأهلى المقبلين إلى الكوفة أبكى الحسين وآل حسين ثم أقبل على محمد بن الأشعث فقال يا عبد الله إنى والله أراك ستعجز عن أمانى فهل عندك خير تستطيع أن تبعث رجلا على لسانى يبلغ حسينا عنى رسالة فانى لا أراه إلا قد خرج إليكم اليوم أو غدا هو واهل بيته وإن ما تراه من جزعى لذلك فتقول له إن ابن عقيل بعثنى إليك وهو فى أيدى القوم