بهما إلى صاحبيه قال فحكم الناس على أن ابن جعفر قد جاد بمال عظيم وان ذلك ليس بمستنكر له إلا أن السيف أجلها وأن قيسا أحد الأجواد حكم مملوكته فى ماله بغير علمه واستحسن فعلها وعتقها شكرا لها على ما فعلت واجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسى لأنه جاد بجميع ما يملكه وذلك جهد من مقل وقال سفيان الثورى عن عمرو عن أبى صالح قال قسم سعد بن عبادة ماله بين أولاده وخرج إلى الشام فمات بها فولد له ولد بعد وفاته فجاء أبو بكر وعمر إلى قيس ابن سعد فقالا إن أباك قسم ماله ولم يعلم بحال هذا الولد إذ كان حملا فاقسموا له معكم فقال قيس إنى لا أغير ما فعله سعد ولكن نصيبى له ورواه عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد ابن سيرين فذكره ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرنى عطاء فذكره وقال ابن أبى خيثمة ثنا أبو نعيم ثنا مسعر عن معبد بن خالد قال كان قيس بن سعد لا يزال هكذا رافعا اصبعه المسبحة يعنى يدعو وقال هشام بن عمار ثنا الجراح بن مليح ثنا أبو رافع عن قيس بن سعد قال لولا أنى سمعت رسول الله ص يقول المكر والخديعة فى النار لكنت من أمكر هذه الأمة وقال الزهرى دهات العرب حين ثارت الفتنة خمسة معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وقيس بن سعد وعبد الله بن بديل وكانا مع على وكان المغيرة معتزلا بالطائف حتى حكم الخصمان فصارا إلى معاوية وقد تقدم أن محمد بن أبى حذيفة كان قد تغلب على مصر وأخرج منها عبد الله بن سعد بن أبى سرح نائب عثمان بعد عمرو بن العاص فأقره عليها على مدة يسيرة ثم عزله بقيس بن سعد فلما دخلها سار فيها سيرة حسنة وضبطها وذلك سنة ست وثلاثين فثقل أمره على معاوية وعمرو بن العاص فكاتباه ليكون معهما على على فامتنع وأظهر للناس مناصحته لهما وفى الباطن هو مع على فبلغ ذلك عليا فعزله وبعث إلى مصر الأشتر النخعى فمات الأشتر فى الرملة قبل أن يصل إليها فبعث على محمد بن أبى بكر فخف أمره على معاوية وعمرو فلم يزالا حتى أخذا منهالمصرية وقتل محمد بن أبي بكر هذا وأحرق فى جيفه حمار ثم سار قيس إلى المدينة ثم سار إلى على بن أبى طالب إلى العراق فكان معه فى حروبه حتى قتل على ثم كان مع الحسن ابن على حين سار إلى معاوية ليقاتله فكان قيس على مقدمة الجيش فلما بايع الحسن معاوية ساء قيسا ذلك وما أحبه وامتنع من طاعته معاوية ثم ارتحل إلى المدينة ثم قدم على معاوية فى وفد من الأنصار فبايع معاوية بعد معاتبة شديدة وقعت بينهما وكلام فيه غلظة ثم أكرمه معاوية وقدمه وحظى عنده فبينما هو مع الوفود عند معاوية إذ قدم كتاب ملك الروم على معاوية وفيه أن بعث إلى بسراويل أطول رجل فى العرب فقال معاوية ما أرانا إلا قد احتجنا إلا سراريلك وكان قيس مديد القامة جدا لا يصل أطول الرجال إلى صدره فقام قيس فتنحى ثم خلع سراويله