حملت فيه عظيما ... فما عليه اصطبار ... فليس ليلى بليل ... ولا نهارى نهار ... .
قال فرق له معاوية وكتب إلى ابن أم الحكم يؤنبه على ذلك ويعيبه عليه ويأمره بطلاقها قولا واحدا فلما جاءه كتاب معاوية تنفس الصعداء وقال وددت أن أمير المؤمنين خلى بينى ووبينها سنة ثم عرضنى على السبف وجعل يؤامر نفسه على طلاقها فلا يقدر على ذلك ولا تجيبه نفسه وجعل البريد الذى ورد عليه بالكتاب يستحثه فطلقها وأخرجها عنه وسيرها مع الوفد إلى معاوية فلما وقفت بين يديه رأى منظرا جميلا فلما استنطقها فاذا أفصح الناس وأحلاهم كلاما وأكملهم جمالا دلالا فقال لابن عمها يا أعرابى هل من سلو عنها بأفضل الرغبة قال نعم إذا فرقت بين رأسى وجسدى ثم أنشأ يقول ... لا تجعلنى والامثال تضرب بى ... كالمستغيث من الرمضاء بالنار ... اردد سعاد على حيران مكتئب ... يمسى ويصبح فى هم وتذكار ... قد شفه قلق ما مثله قلق ... وأسعر القلب منه أى إسعار ... والله والله لا أنسى محبتها ... حتى أغيب فى رمسى وأحجارى ... كيف السلو وقدهام الفؤاد بها ... وأصبح القلب عنها غير صبار ... .
فقال معاوية فانا نخيرها بينى وبينك وبين ابن أم الحكم فأنشأت تقول ... هذا وإن اصبح فى إطار ... وكان فى نقص من اليسار ... أحب عندى من أبى وجارى ... وصاحب الدرهم والدينار ... اخشى إذا غدرت حر النار ... .
قال فضحك معاوية وامر له بعشرة آلاف درهم ومركب ووطاء ولما انقضت عدتها زوجه بها وسلمها إليه حذفنا منها أشعارا كثيرة مطولة .
وجرت فى هذه السنة فصول طويلة بين عبيد الله بن زياد والخوارج فقتل منهم خلقا كثيرا وجمعا غفيرا وحبس منهم آخرين وكان صارما كأبيه مقداما فى أمرهم والله سبحانه وتعالى أعلم .
ذكر من توفى فيها من الأعيان .
توفى فى هذا العام سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى قتل أبوه يوم بدر كافرا قتله على بن أبى طالب ونشأ سعيد فى حجر عثمان بن عفان رضى الله عنه وكان عمر سعيد يوم مات رسول الله A تسع سنين وكان من سادات المسلمين والاجواد المشهورين وكان جده سعيد بن العاص ويكنى بأبى أجنحة رئيسا فى قريش يقال له