عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق وكان ألينهم كلاما عبد الله بن عمر بن الخطاب ثم خطب معاوية وهؤلاء حضور تحت منبره وبايع الناس ليزيد وهم قعود ولم يوافقوا ولم يظهروا خلافا لما تهددهم وتوعدهم فاتسقت البيعة ليزيد فى سائر البلاد ووفدت الوفود من سائر الأقاليم إلى يزيد فكان فيمن قدم الأحنف بن قيس فأمره معاوية أن يحادث يزيد فجلسا ثم خرج الأحنف فقال له معاوية ماذا رأيت من ابن أخيك فقال إنا نخاف الله إن كذبنا ونخافكم إن صدقنا وأنت أعلم به فى ليله ونهاره وسره وعلانيته ومدخله ومخرجه وأنت أعلم به بما أردت وإنما علينا أن نسمع ونطيع وعليك أن تنصح للأمة وقد كان معاوية لما صالح الحسن عهد للحسن بالأمر من بعده فلما مات الحسن قوى أمر يزيد عند معاوية ورأى أنه لذلك أهلا وذاك من شدة محبة الوالد لولده ولما كان يتوسم فيه من النجابة الدنيوية وسيما أولاد الملوك ومعرفتهم بالحروب وترتيب الملك والقيام بأبهته وكان ظن أن لا يقوم أحد من أبناء الصحابة فى هذا المعنى ولهذا قال لعبد الله ابن عمر فيما خاطبه به إنى خفت أن أذر الرعية من بعدى كالغنم المطيرة ليس لها راع فقال له ابن عمر إذا بايعه الناس كلهم بايعته ولو كان عبدا مجدع الأطراف وقد عاتب معاوية فى ولايته يزيد سعيد بن عثمان بن عفان وطلب منه أن يوليه مكانه وقال له سعيد فيما قال إن أبى لم يزل معتنيا بك حتى بلغت ذروة المجد والشرف وقد قدمت ولدك على وأنا خير منه أبا واما ونفسا فقال له أما ما ذكرت من إحسان أبيك إلى فانه أمر لا ينكر واما كون أبيك خير من أبيه فحق وامك قرشية وامه كلبية فهى خير منها واما كونك خيرا منه فوالله لو ملئت إلى الغوطة رجالا مثلك لكان يزيد أحب إلى منكم كلكم وروينا عن معاوية أنه قال يوما فى خطبته اللهم إن كنت تعلم أنى وليته لأنه فيما أراه أهل لذلك فأتمم له ما وليته وإن كنت وليته لأنى أحبه فلا تتمم له ما وليته وذكر الحافظ ابن عساكر أن معاوية كان قد سمر ليلة فتكلم أصحابه فى المرأة التى يكون ولدها نجيبا فذكروا صفة المرأة التى يكون ولدها نجيبا فقال معاوية وددت لو عرفت بامرأة تكون بهذه المئابة فقال أحد جلسائه قد وجدت ذلك يا أمير المؤمنين قال ومن قال ابنتى يا أمير المؤمنين فتزوجها معاوية فولدت له يزيد بن معاوية فجاء نجيبا ذكيا حاذقا ثم خطب امرأة أخرى فحظيت عنده وولدت له غلاما آخر وهجر أم يزيد فكانت عنده فى جنب داره فبينما هو فى النظارة ومعه امرأته الأخرى إذ نظر إلى أم يزيد وهى تسرحه فقالت امرأته قبحها الله وقبح ما تسرح فقال ولم فوالله إن ولدها أنجب من ولدك وإن أحببت بينت لك ذلك ثم استدعى ولدها فقال له إن أمير المؤمنين قد عن له أن يطلق لك ما تتمناه عليه فاطلب منى ما شئت فقال أسأل من أمير المؤمنين أن يطلق لى كلابا للصيد وخيلا ورجالا يكونون معى فى الصيد فقال قد أمرنا لك