لمعاوية ويحقن الدماء بين المسلمين فاصطلحوا على ذلك واجتمعت الكلمة على معاوية على ما سيأتى بيانه وتفصيله وقد لام الحسين لأخيه الحسن على هذا الرأى فلم يقبل منه والصواب مع الحسن رضى الله عنه كما سنذكر سنذكر دليله قريبا وبعث الحسن بن على إلى أمير المقدمة قيس بن سعد أن يسمع ويطيع فأبى قيس بن سعد من قبول ذلك وخرج عن طاعتهما جميعا واعتزل بمن أطاعه ثم راجع الأمر فبايع معاوية بعد قريب كما سنذكره ثم المشهور أن مبايعة الحسن لمعاوية كانت فى سنة أربعين ولهذا يقال له عام الجماعة لاجتماع الكلمة فيه على معاوية والمشهور عند ابن جرير وغيره من علماء السير أن ذلك كان فى أوائل سنة إحدى واربعين كما سنذكره إن شاء الله وحج بالناس فى هذه السنة أعنى سنة أربعين المغيرة بن شعبة وزعم ابن جرير فيما رواه عن إسماعيل بن راشد أن المغيرة بن شعبة افتعل كتابا على لسان معاوية ليلى إمرة الحج عامته وبادر إلى ذلك عتبة بن أبى سفيان وكان معه كتاب من أخيه بامرة الحج فتعجل المغيرة فوقف بالناس يوم الثامن ليسبق عتبة إلى الامرة وهذا الذى نقله ابن جرير لا يقبل ولا يظن بالمغيرة رضى الله عنه ذلك وإنما نبهنا على ذلك ليعلم أنه باطل فان الصحابة أجل قدرا من هذا ولكن هذه نزغة شيعية قال ابن جرير وفى هذه السنة بويع لمعاوية بايلياء يعنى لما مات على قام أهل الشام فبايعوا معاوية على إمرة المؤمنين لأنه لم يبق له عندهم منازع فعند ذلك أقام أهل العراق الحسن بن على رضى الله عنه ليمانعوا به أهل الشام فلم يتم لهم ما أرداوه وما حاولوه وإنما كان خذلانهم من قبل تدبيرهم وآرائهم المختلفة المخالفة لأمرائهم ولو كانوا يعلمون لعظموا ما أنعم الله به عليهم من مبايعتهم ابن بنت رسول الله A وسيد المسلمين وأحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوى آرائهم والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذى أوردناه فى دلائل النبوة من طريق سفينة مولى رسول الله A أن رسول الله A قال الخلافة بعدى ثلاثون سنة ثم تكون ملكا وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن على فانه نزل عن الخلافة لمعاوية فى ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله ص فانه توفى فى ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليما وقد مدحه رسول الله A على صنيعه هذا وهو تركه الدنيا الفانية ورغبته فى الآخرة الباقية وحقنه دماء هذه الأمة فنزل عن الخلافة وجعل الملك بيد معاوية حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد وهذا المدح قد ذكرناه وسنورده فى حديث أبى بكر الثقفى أن رسول الله A صعد المنبر يوما وجلس الحسن بن على إلى جانبه فجعل ينظر إلى الناس مرة وإليه أخرى ثم قال أيها الناس إن ابنى هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين رواه البخارى