والتدابر والتقاطع والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الآثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب حفظكم الله من أهل بيت وحفظ عليكم نبيكم أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض في شهر رمضان سنة أربعين .
وقد غسله ابناه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وصلى عليه الحسن فكبر عليه تسع تكبيرات وقال الإمام أحمد حدثنا أبو أحمد الزبيري ثنا شريك عن عمران بن ظبيان عن أبي يحيى قال لما ضرب ابن ملجم عليا قال لهم افعلوا به كما أراد رسول الله A أن يفعل برجل أراد قتله فقال اقتلوه ثم حرقوه وقد روى أن أم كلثوم قالت لابن ملجم وهو واقف ويحك لم ضربت أمير المؤمنين قال إنما ضربت أباك فقالت إنه لا بأس عليه فقال لم تبكين والله لقد ضربته ضربة لو أصابت أهل المصر لماتوا أجمعين والله لقد سمحت هذا السيف شهرا ولقد اشتريته بألف وسممته بألف .
قال الهيثم بن عدي حدثني رجل من بجيلة عن مشيخة قومه أن عبد الرحمن بن ملجم رأى امرأة من تيم الرباب يقول لها قطام كانت من أجمل النساء ترى رأى الخوارج قد قتل على قومها على هذا الرأي فلما أبصرها عشقها فخطبها فقالت لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف وعبد وقينة فتزوجها على ذلك فلما بنى بها قالت له يا هذا قد فرعت فأفرع فخرج ملبسا سلاحه وخرجت معه فضربت له قبة في المسجد وخرج علي يقول الصلاة الصلاة فاتبعه عبد الرحمن فضربه بالسيف على قرن رأسه فقال الشاعر قال ابن جرير هو ابن مياس المرادي ... فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة ... كمهر قطام بينأ غير معجم ... ثلاثة آلاف وعبد وقينة ... وقتل علي بالحسام المصمم ... فلا مهر أغلا من علي وإن غلا ... ولافتك إلا دون فتك ( 1 ) ابن ملجم ... .
وقد عزى ابن جرير هذه الأبيات إلى ابن شاس المرادى وأنشد له ابن جرير في قتلهم عليا ... ونحن ضربنا مالك الخير حيدرا ... ابا حسن مأمومه فتقطرا ... ونحن خلعنا ملكه من نظامه ... بضربه سيف إذ علا وتجبرا ... ونحن كرام في الهياج أعزة ... إذا الموت بالموت ارتدى وتأزرا ... .
وقد امتدح ابن ملجم بعض الخوارج المتأخرين في زمن التابعين وهو عمران بن حطان وكان أحد العباد ممن يروى عن عائشة في صحيح البخاري فقال فيه ... يا ضربة من تقى ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا