رفعوها إلا خديعة ودهاء ومكيدة فقالوا له ما يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله فنأبى أن نقبله فقال لهم إني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم الكتاب فأنهم قد عصوا الله فيما أمرهم به وتركوا عهده ونبذوا كتابه فقال له مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي ثم السبائي في عصابة معهما من القراء الذين صاروا بعد ذلك خوارج يا علي أجب إلى كتاب الله إذا دعيت إليه وإلا دفعناك برمتك إلى القوم أو نفعل بك ما فعلنا بابن عفان إنه غلبنا أن يعمل بكتاب الله فقتلناه والله لتفعلنها أو لنفعلنها بك قال فاحفظوا عني نهيي إياكم وأحفظوا مقالتكم لي أما أنا فأن تطيعوني فقاتلوا وأن تعصوني فاصنعوا ما بدالكم قالوا فابعث إلى الأشتر فليأتك ويكف عن القتال فبعث إليه علي ليكف عن القتال وقد ذكر الهيثم بن عدي في كتابه الذي صنفه في الخوارج فقال قال ابن عباس فحدثني محمد بن المنتشر الهمداني عن من شهد صفين وعن ناس من رؤس الخوارج ممن لا يتهم على كذب أن عمار بن ياسر كره ذلك وأبى وقال في علي بعض ما أكره ذكره ثم قال من رائح إلى الله قبل أن يبتغي غير الله حكما فحمل فقاتل حتى قتل رحمة الله عليه وكان ممن دعا إلى ذلك سادات الشاميين عبد الله بن عمرو بن العاص قام في أهل العراق فدعاهم إلى الموادعة والكف وترك القتال والائتمار بما في القرآن وذلك عن أمر معاوية له بذلك Bهما وكان ممن أشار على علي بالبول والدخول في ذلك الأشعث بن قيس الكندي Bه فروى أبو مخنف من وجه آخر أن عليا لما بعث إلى الأشتر قال قل له إنه ليس هذه ساعة ينبغي أن لاتزيلني عن موقفي فيها إني قد رجوت أن يفتح الله علي فلا تعجلني فرجع الرسول وهو يزيد بن هانىء إلى علي فأخبره عن الأشتر بما قال وصمم الأشتر على القتال لينتهز الفرصة فارتفع الهرج وعلت الأصوات فقال اولئك القوم لعلي والله ما نراك إلا أمرته أن يقاتل فقال أرأيتموني ساررته ألم أبعث إليه جهر وأنتم تسمعون فقالوا فابعث إليه فليأتك وإلا والله اعتزلناك فقال علي لزيد بن هانىء ويحك قال له أقبل إلى فأن الفتنة قد وقعت فلما رجع إليه يزيد بن هانىء فأبلغه عن أمير المؤمنين أنه ينصرف عن القتال ويقبل إليه جعل يتململ ويقول ويحك ألا ترى إلى ما نحن فيه من النصر ولم يبق إلا القليل فقلت أيهما أحب إليك أن تقبل أو يقتل أمير المؤمنين كما قتل عثمان ثم ماذا يغنى عنك نصرتك هاهنا قال فأقبل الأشتر إلى علي وترك القتال فقال يا أهل العراق يا أهل الذل والوهن أحين علوتم القوم وظنوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها وقد والله تركوا ما أمر الله به فيها وسنة من أنزلت عليه فلا تجيبوهم أمهلوني فإنى قد أحسست بالفتح قالوا لا قال أمهلوني عدو الفرس فأني قد طمعت في النصر قالوا إذا ندخل معك في خطيئتك ثم أخذ الأشتر يناظر اولئك القراء الداعين إلى إجابة أهل الشام