عن كواهلها ويضيق فضاء الأرض ورحبها عليك فقال معاوية ولو قد كان ذلك كانت عليك أضيق وخرج القوم من بين يديه فذهبوا إلى علي فأخبروه بما قال وبعث معاوية حبيب بن مسلمة الهفري وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد بن الأخنس إلى علي فدخلوا عليه فبدأ حبيب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فأن عثمان بن عفان كان خليفة مهديا عمل بكتاب الله وثبت لأمر الله فاستثقلتم حياته واستبطأتم وفاته فعدوتم عليه فقتلتموه فادفع إلينا قتلته إن زعمت أنك لم تقتله ثم اعتزل أمر الناس فيكون أمرهم شورى بينهم فيولي الناس أمرهم من جمع عليه رأيهم فقال له علي وما أنت لا أم لك وهذا الأمر وهذا العزل فاسكت فأنك لست هناك ولا بأهل لذاك فقال له حبيب أما والله لتريني حيث تكره فقال له علي وما أنت ولو أجلبت بخيلك ورجلك لا أبقى الله عليك إن أبقيت اذهب فصعد وصوب ما بدا لك ثم ذكر أهل السير كلاما طويلا جرى بينهم وبين علي وفي صحة ذلك عنهم وعنه نظر فإن في مطاوي ذلك الكلام من علي ما ينتقص فيه معاوية وأباه وإنهم انما دخلوا في الإسلام ولم يزالا في تردد فيه وغير ذلك وإنه قال في غبون ذلك لا أقول إن عثمان قتل مظلوما ولا ظالما فقالوا نحن نبرأ ممن لم يقل إن عثمان قتل مظلوما وخرجوا من عنده فقال علي إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ثم قال لأصحابه لا يكن هؤلاء أولى بالجد في ضلالتهم منكم بالجد في حقكم وطاعة نبيكم وهذا عندي لا يصح عن علي Bه .
وروى ابن ديزيل من طريق عمرو بن سعد بأسناده أن قراء أهل العراق وقراء أهل الشام عسكروا ناحية وكانوا قريبا من ثلاثين ألفا وأن جماعة من قراء العراق منهم عبيده السلماني وعلقمة بن قيس وعامر بن عبد قيس وعبد الله بن عتبة بن مسعود وغيرهم جاؤا معاوية فقالوا له ما تطلب قال أطلب بدم عثمان قالوا فمن تطلب به قال عليا قالوا أهو قتله قال نعم وآوى قتلته فانصرفوا إلى علي فذكروا له ما قال فقال كذب لم أقتله وأنتم تعلمون أني لم أقتله فرجعوا إلى معاوية فقال إن لم يكن قتله بيده فقد أمر رجالا فرجعوا إلى علي فقال والله لا قتلت ولا أمرت ولا ماليت فرجعوا فقال معاوية فان كان صادقا فليقدنا من قتلة عثمان فانهم في عسكره وجنده فرجعوا فقال علي تأول القوم عليه القرآن في فتنة ووقعت الفرقه لأجلها وقتلوه في سلطانه وليس لي عليهم وسبيل فرجعوا إلى معاوية فأخبروه فقال إن كان الأمر عل ما يقول فماله أنفذ الأمر دوننا من غير مشورة منا ولا ممن ها هنا فرجعوا إلى علي فقال علي إنما الناس مع المهاجرين والأنصار فهم شهود الناس على ولايتهم وأمر دينهم ورضوا وبايعوني ولست أستحل