وكانت له بها مواقف هائلة ومشاهد طائلة منها أن رسول الله A قال لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات الناس يذكرون أيهم يعطاها فدعا عليا وكان أرمد فدعا له وبصق في عينه فلم يرمد بعدها فبرأ وأعطاه الراية ففتح الله على يديه وقتل مرحبا اليهودي .
وذكر محمد بن إسحاق عن عبد الله بن حسن عن بعض أهله عن أبي رافع أن يهوديا ضرب عليا فطرح ترسه فتناول بابا عند الحصن فتترس به فلم يزل في يده حتى فتح الله على يديه ثم ألقاه من يده قال أبو رافع فلقد رأيتني أنا وسبعة معي نجتهد أن نقلب ذلك الباب على ظهره يوم خيبر فلم نستطع وقال ليث عن أبي جعفر عن جابر أن عليا حمل الباب على ظهره يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها فلم يحملوه إلا أربعون رجلا ومنها أنه قتل مرحبا فارس يهود وشجعانهم وشهد علي عمرة القضاء وفيها قال له النبي A أنت مني وأنا منك وما يذكره كثير من القصاص في مقاتلته الجن في بئر ذات العلم وهو بئر قريب من الجحفة فلا أصل له وهو من وضع الجهلة من الأخباريين فلا يغتر به وشهد الفتح وحنينا والطائف وقاتل في هذه المشاهد قتالا كثيرا واعتمر من الجعرانة مع رسول الله A ولما خرج رسول الله A ( 1 ) إلى تبوك واستخلفه على المدينة قال له يا رسول الله اتخلفني مع النساء والصبيان فقال ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وبعثه رسول الله A أميرا وحاكما على اليمن ومعه خالد ابن الوليد ثم وافى رسول الله A عام حجة الوداع إلى مكة وساق معه هديا وأهل كأهلال النبي A فأشركه في هديه واستمر على إحرامه ونحرا هديهما بعد فارغ نسكهما كما تقدم ( 2 ) ولما مرض رسول الله A قال له العباس سل رسول الله A فيمن الأمر بعده فقال والله لا أسأله فإنه إن منعناها لا يعطيناها الناس بعده أبدا والأحاديث الصحيحة الصريحة دالة على أن رسول الله A لم يوص إليه ولا إلى غيره بالخلافة بل لوح بذكر الصديق وأشار إشارة مفهمة ظاهرة جدا إليه كما قدمنا ذلك ولله الحمد .
وأما ما يفتريه كثير من جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء من أنه أوصى إلى علي بالخلافة فكذب وبهت وافتراء عظيم يلزم منه خطأ كبير من تخوين الصحابة وممالأتهم بعده على ترك إنفاذ وصيته وإيصالها إلى من أوصى إليه وصرفهم إياها إلى غيره لا لمعنى ولا لسبب وكل مؤمن بالله ورسوله يتحقق أن دين الأسلام هو الحق يعلم بطلان هذا الافتراء لأن الصحابة كانوا خير الخلق بعد الأنبياء وهم خير قرون هذه الأمة التي هي أشرف الأمم بنص القرآن وإجماع