ابن أبي فضال ثنا الحضرمي عن أبي مريم رضيع الجارود قال كنت بالكوفة فقام الحسن بن علي خطيبا فقال أيها الناس رأيت البارحة في منامي عجبا رأيت الرب تبارك وتعالى فوق عرشه فجاء رسول الله A حتى قام عند قائمة من قوائم العرش فجاء أبو بكر فوضع يده على منكب النبي A ثم جاء عمر فوضع يده على منكب أبي بكر ثم جاء عثمان فكان بيده يعني رأسه فقال رب سل عبادك فيم قتلوني فانبعث من السماء ميزابان من دم في الأرض قال فقيل لعلي ألا ترى ما يحدث به الحسن فقال حدث بما رأى ورواه أبو يعلى أيضا عن سفيان بن وكيع عن جميع بن عمير عن عبد الرحمن بن مجالد عن حرب العجلي سمعت الحسن بن علي يقول ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها رأيت العرش ورأيت رسول الله A متعلق بالعرش ورأيت أبا بكر واضعا يده على منكب رسول الله وكان عمر واضعا يده على منكب أبي بكر ورأيت عثمان واضعا يده على منكب عمر ورأيت دما دونهم فقتلت ما هذا فقيل دم عثمان يطلب الله به وقال مسلم بن إبراهيم ثنا سلام بن مسكين عن وهب بن شبيب عن زيد بن صوحان أنه قال يوم قتل عثمان نفرت القلوب منافرها والذي نفسي بيده لا تتألف إلى يوم القيامة وقال محمد بن سيرين قالت عائشة مصصتموه مص الأناء ثم قتلتموه وقال خليفة بن خياط ثنا أبو قتيبة ثنا يونس بن إبي إسحاق عن عون بن عبد الله ابن عتبة قال قالت عائشة غضبت لكم من السوط ولا أغضب لعثمان من السيف استعتبتموه حتى إذا تركتموه كالعقب المصفى قتلتموه وقال أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن مسروق قال قالت عائشة حين قتل عثمان تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قتلتموه وفي رواية ثم قربتموه ثم ذبحتموه كما يذبح الكبش فقال لها مسروق هذا عملك أنت كتبت إلى الناس تأمربهم أن يخرجوا إليه فقالت لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت لهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا قال الأعمش فكانوا يرون أنه كتب على لسانها وهذا إسناد صحيح إليها وفي هذا وأمثاله دلالة ظاهرة على أن هؤلاء الخوارج قبحهم الله وزوروا كتبا على لسان الصحابة إلى الآفاق يحرضونهم على قتال عثمان كما قدمنا بيانه ولله الحمد والمنة .
وقال أبو داود الطيالسي حدثنا حزم القطعي ثنا أبو الأسود بن سوادة أخبرني طلق بن حسان قال قال قتل عثمان فتفرقنا في أصحاب محمد A نسألهم عن قتله فسمعت عائشة تقول قتل مظلوما لعن الله قتلته وروى محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابيه عن ثمامة عن أنس قال قالت أم سليم لما سمعت بقتل عثمان C أما إنه لم يحلبوا بعده إلا دما .
وأما كلام أئمة التابعين في هذا الفصل فكثير جدا يطول ذكرنا له فمن ذلك قول أبي مسلم الخولاني حين رأى الوفد الذين قدموا من قتله انكم مثلهم أو أعظم جرما ... أما مررتم ببلاد ثمود ... قالوا نعم قال فأشهد