اعيدوه عليه ولا تجمعوا عليه القتل والعطش فقال لا حاجة لي في الماء انما اردت ان استانس به فقال له عمر اني قاتلك فقال انك امنتني قال كذبت فقال انس صدق يا امير المؤمنين فقال عمر ويحك يا انس انا اؤمن من قبل مجزأة والبراء لتاتيني بمخرج والا عاقبتك قال قلت لا بأس عليك حتى تخبرني وقلت لاباس عليك حتى تشربه وقال له من حوله مثل ذلك فاقبل على الهرمزان فقال خدعتني والله لا انخدع الا ان تسلم فاسلم ففرض له في الفين وانزله المدينة وفي رواية ان الترجمان بين عمر وبين الهرمزان كان المغيرة بن شعبة فقال له عمر قل له من أي ارض انت قال مهرجاني قال تكلم بحجتك فقال اكلام حي ام ميت قال بل كلام حي فقال قد امنتني فقال خدعتني ولا اقبل ذلك الا ان تسلم فاسلم ففرض له الفين وانزله المدينة ثم جاء زيد فترجم بينهما ايضا .
قلت وقد حسن اسلام الهرمزان وكان لايفارق عمر حتى قتل عمر فاتهمه بعض الناس بمملاة ابي لؤلؤة هو وجفينة فقتل عبد الله بن عمر الهرمزان وجفينة على ما سيأتي تفصيله .
وقد روينا ان الهرمزان لما علاه عبيد الله بالسيف قال لاإله إلا الله واما جفينه فصلب على وجهه .
والمقصود ان عمر كان يحجر على المسلمين ان يتوسعوا في بلاد العجم خوفا عليهم من العجم حتى اشار عليه الأحنف بن قيس بأن المصلحة تقتضي توسعهم في الفتوحات فان الملك يزدجرد لا يزال يستحثهم على قتال المسلمين وان لم يستأصل شأو العجم ولا طمعوا في الاسلام واهله فاستحسن عمر ذلك منه وصوبه واذن للمسلمين في التوسع في بلاد العجم ففتحوا بسبب ذلك شيئا كثيرا ولله الحمد واكثر ذلك وقع في سنة ثماني عشرة كما سياتي بيانه فيها .
ثم نعود الى فتح السوس وحند سابور وفتح نهاوند في قول سيف كان قد تقدم ان ابا سبرة سار بمن معه من عليه الأمراء من تستر الى السوس فنازلها حينا وقتل من الفريقين خلق كثير فأشرف عليه علماء اهلها فقالوا يامعشر المسلمين لاتتعبو في حصار هذا البلد فانا ناثر فيما نرويه عن قدمائنا من اهل هذا البلد انه لايفتحه الا الدجال او قوم معهم الدحال واتفق انه كان في جيش ابي موسى الأشعري صاف بن صياد فأرسله ابو موسى فيمن يحاصره فجاء الى الباب فدقه برجله فتقطعت السلاسل وتكسرت الأغلاق ودخل المسلمون البلد فقتلوا من وجدوا حتى نادوا بالامان ودعو ا الى الصلح فاجابوهم الى ذلك وكان على السوس شهر يار اخو الهرمزان فاستحوذ المسلمون على السوس وهو بلد قديم العمارة في الارض يقال إنه اول بلد وضع على وجه الأرض والله اعلم وذكر ابن جرير انهم وجدوا قبر دانيال بالسوس وان ابا موسى لما قدم بها بعد مضى ابي سبرة