البصرة واستمر ابو سبرة على الامرة على جميع اهل الكوفة والبصرة فحاصرهم اشهرا وكثر القتل من الفريقين وقتل البراء بن مالك أخو أنس بن مالك يومئذ مائة مبارز سوى من قتل غير ذلك وكذلك فعل كعب بن ثور ومجزأة بن ثور وابو يمامة وغيرهم من اهل البصرة وكذلك اهل الكوفة قتل منهم جماعة مائة مبارزة كحبيب بن قرة وربعي بن عامر وعامر بن عبد الأسود وقد تزاحفوا اياما متعدده حتى اذا كان في آخر زحف قال المسلمون للبراء بن مالك وكان محاب الدعوة يا براء اقسم على ربك ليهزمنهم لنا فقال اللهم اهزمهم لنا واستشهدني قال فهزمهم المسلمون حتى ادخلوهم خنادقهم واقتحموها عليهم ولجأ المشركون الى البلد فتحصنوا به وقد ضاقت بهم البلد وطلب رجل من اهل البلد الأمان من ابي موسى فأمنه فبعث يدل المسلمين على مكان يدخلون منه الى البلد وهو من مدخل الماء اليها فندب الأمراء الناس الى ذلك فانتدب رجال من الشجعان والأبطال وجاؤوا فدخلوا مع الماء كالبط الى البلد وذلك في الليل فيقال كان اول من دخلها عبد الله بن مغفل المزني وجاؤا الى البوابين فأناموهم وفتحوا الابواب وكبر المسلمون فدخلوا البلد وذلك في وقت الفجر الى ان تعالى النهار ولم يصلوا الصبح يومئذ الا بعد طلوع الشمس كما حكاه البخاري عن انس بن مالك قال شهدت فتح تستر وذلك عند صلاة الفجر فاشتغل الناس بالفتح فما صلوا الصبح الا لمكحول والأوزاعي في ذهابهما إلى جواز تأخير الصلاة لعذر القتال وجنح إليه بعد طلوع الشمس فما احب ان لي بتلك الصلاة حمر النعم احتج بذلك البخاري البخاري واستدل بقصة الخندق في قوله عليه السلام شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا وبقوله يوم بنى قريظة لا يصلين احد منكم العصر الا في بني قريظة فأخرها فريق من الناس الى بعد غروب الشمس ولم يعنفهم وقد تكلمنا على ذلك في غزوة الفتح .
والمقصود ان الهرمزان لما فتحت البلد لجأ الى القلعة فتبعه جماعة من الأبطال ممن ذكرنا وغيرهم فلما حصروه في مكان من القلعة ولم يبق الا تلافة او تلافهم قال لهم بعد ما قتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور رحمهما الله ان معي جعبة فيها مائة سهم وانه لا يتقدم الى احد منكم الا ميته بسهم فتلته ولا يسقط لي سهم الا في رجل منكم فماذا ينفعكم ان اسرتموني بعد ما قتلت منكم مائة رجل قالوا فماذا تريد قال تؤمنوني حتى اسلمكم يدي فتذهبوا بي الى عمر بن الخطاب فيحكم في كما يشاء فأجابوه الى ذلك فألقى قوسه ونشابه واسروه فشدوه وثاقا وارصدوه ليبعتوه الى امير