في قول محمد بن اسحاق وقال سيف وصل الى الجابية قلت والاشهر انه وصل سرع وقد تلقاه امراء الاجناد ابو عبيدة ويزيد بن ابي سفيان وخالد بن الوليد الى سرع فاخبروه ان الوباء قد وقع في الشام فاستشار عمر المهاجرين والانصار فاختلفوا عليه فمن قائل يقول انت قد جئت لامر فلا ترجع عنه ومن قائل يقول لا نرى ان تقدم بوجوه اصحاب رسول الله A على هذا الوباء فيقال ان عمر امر الناس بالرجوع من الغد فقال ابو عبيدة افرارا من قدر الله قال نعم نفر من قدر الله الى قدر الله ارايت لو هبطت واديا ذا عدوتين احداهما مخصبة والاخرى مجدبة فان رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وان انت رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ثم قال لو غيرك يقولها يا ابا عبيدة .
قال ابن اسحاق في روايته وهو في صحيح البخاري وكان عبدالرحمن بن عوف متغيبا في بعض شانه فلما قدم قال ان عندي من ذلك علما سمعت رسول الله A يقول اذا سمعتم به بارض قوم فلا تقدموا عليه واذا وقع بارض وانتم فيها لا تخرجوا فرارا منه فحمد الله عمر يعنى لكونه وافق رايه ورجع بالناس وقال الامام احمد ثنا وكيع ثنا سفيان بن حسين بن ابي ثابت عن ابراهيم بن سعد عن سعد بن مالك بن ابي وقاص وخزيمة بن ثابت واسامة بن زيد قالوا قال رسول الله A ان هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به قوم قبلكم فاذا وقع بارض انتم فيها لا تخرجوا منها فرارا منه واذا سمعتم به بارض فلا تدخلوا عليه ورواه الامام احمد ايضا من حديث سعيد بن المسيب ويحيى بن سعيد عن سعد بن ابي وقاص به قال سيف بن عمر كان الوباء قد وقع بالشام في المحرم من هذه السنة ثم ارتفع وكان سيفا يعتقد ان هذا الوباء هو طاعون عمواس الذي هلك فيه خلق من الامراء ووجوه المسلمين وليس الامر كما زعم بل طاعون عمواس من السنة المستقبلة بعد هذه كما سنبينه ان شاء الله تعالى وذكر سيف بن عمر ان امير المؤمنين عمر كان قد عزم على ان يطوف البلدان ويزور الامراء وينظر فيما اعتمدوه وما آثروا من الخير فاختلف عليه الصحابة فمن قائل يقول ابدا بالعراق ومن قائل يقول بالشام فعزم عمر على قدوم الشام لاجل قسم مواريث من مات من المسلمين في طاعون عمواس فانه اشكل قسمها على المسلمين بالشام فعزم على ذلك وهذا يقتضى ان عمر عزم على قدوم الشام بعد طاعون عمواس وقد كان الطاعون في سنة ثماني عشرة كما سيأتي فهو قدوم آخر غير قدوم سرع والله اعلم .
قال سيف عن ابي عثمان وابي حارثة والربيع بن النعمان قالوا قال عمر ضاعت مواريث الناس بالشام ابدا بها فاقسم المواريث واقيم لهم ما في نفسي ثم ارجع فاتقلب في البلاد وانبذ اليهم امري قالوا فاتى عمر الشام اربع مرات مرتين في سنة ست عشرة ومرتين في سنة سبع