من الماء واتبعهم عاصم واصحابه فساقوا وراءهم حتى طردوهم عن الجانب الاخر ووقفوا على حافة الدجلة من الجانب الاخر ونزل بقية اصحاب عاصم من الستمائة في دجلة فخاضوها حتى وصلوا الى اصحابهم من الجانب الاخر فقاتلوا مع اصحابهم حتى نفوا الفرس عن ذلك الجانب وكانوا يسمون الكتيبة الاولى كتيبة الاهوال واميرها عاصم بن عمرو والكتيبة الثانية إلى ما يصنع هؤلاء الفرسان بالفرس وسعد واقف على شاطيء دجلة ثم نزل سعد ببقية الجيش وذلك الخرساء واميرها القعقاع بن عمرو وهذا كله وسعد والمسلمون ينظرون حين نظروا الى الجانب الاخر قد تحصن بمن حصل فيه من الفرسان المسلمين وقد امر سعد المسلمين عند دخول الماء ان يقولوا نستعين بالله ونتوكل عليه حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثم اقتحم بفرسه دجلة واقتحم الناس لم يتخلف عنه احد فساروا فيها كانما يسيرون على وجه الارض حتى ملؤا ما بين الجانبين فلا يرى وجه الماء من الفرسان والرجالة وجعل الناس يتحدثون على وجه الماء كما يتحدثون على وجه الارض وذلك لما حصل لهم الطمانينة والامن والوثوق بامر الله ووعده ونصره وتاييده ولان اميرهم سعد بن ابي وقاص احد العشرة المشهود لهم بالجنة وقد توفي رسول الله A وهو عنه راض ودعا له فقال اللهم اجب دعوته وسدد رميته والمقطوع به ان سعدا دعا لجيشه هذا في هذا اليوم بالسلامة والنصر وقد رمى بهم في هذا اليم فسددهم الله وسلمهم فلم يفقد من المسلمين رجل واحد غير ان رجلا واحدا يقال له غرقدة البارقي ذل عن فرس له شقراء فاخذ القعقاع بن عمرو بلجامها واخذ بيد الرجل حتى عدله على فرسه وكان من الشجعان فقال عجز النساء ان يلدن مثل القعقاع بن عمرو ولم يعدم المسلمين شىء من امتعتهم غير قدح من خشب لرجل يقال له مالك بن عامر كانت علاقته رثة فاخذه الموج فدعا صاحبه الله D وقال اللهم لا تجعلني من بينهم يذهب متاعي فرده الموج الى الجانب الذي يقصدونه فاخذه الناس ثم ردوه على صاحبه بعينه وكان الفرس اذا اعيا وهو في الماء يقبض الله له مثل النشز المرتفع فيقف عليه فيستريح وحتى ان بعض الخيل ليسير وما يصل الماء الى حزامها وكان يوما عظيما وامرا هائلا وخطبا جليلا وخارقا باهرا ومعجزة لرسول الله A خلقها الله لاصحابه لم ير مثلها في تلك البلاد ولا في بقعة من البقاع سوى قضية العلاء بن الحضرمي المتقدمة بل هذا اجل واعظم فان هذا الجيش كان اضعاف ذلك قالوا وكان الذي يساير سعد ابن ابي وقاص في الماء سلمان الفارسي فجعل سعد يقول حسبنا الله ونعم الوكيل والله لينصرن الله وليه وليظهرن الله دينه وليهزمن الله عدوه ان لم يكن في الجيش بغى او ذنوب تغلب الحسنات فقال له سلمان ان الاسلام جديد ذلك لهم والله البحور كما ذلل لهم البر اما والذي نفس سليمان