ومصالحة وضرب عليهم الجزية واشترط عليهم شروطا ذكرها ابن جرير وشهد في الكتاب خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن ابي سفيان وهو كاتب الكتاب وذلك سنة خمس عشرة ثم كتب لاهل لد ومن هنالك من الناس كتابا آخر وضرب عليهم الجزية ودخلوا فيما صالح عليه اهل ايلياء وفر الارطبون الى بلاد مصر فكان بها حتى فتحها عمرو بن العاص ثم فر الى البحر فكان يلي بعض السرايا الذين يقاتلون المسلمين فظفر به رجل من قيس فقطع يد القيسي وقتله القيسي وقال في ذلك ... فان يكن ارطبون الروم افسدها ... فان فيها بحمد الله منتفعا ... وان يكن ارطبون الروم قطعها ... فقد تركت بها او صالة قطعا ... .
ولما صالح اهل الرملة وتلك البلاد اقبل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة حتى قدما الجابية فوجد امير المؤمنين عمر بن الخطاب راكبا فلما اقتربا منه اكبا على ركبتيه فقبلاها واعتنقهما عمر معا رضى الله عنهم قال سيف ثم سار عمر الى بيت المقدس من الجابية وقد توحى فرسه فاتوه ببرذون فركبه فجعل يهملج به فنزل عنه وضرب وجهه وقال لا علم الله من علمك هذا من الخيلاء ثم لم يركب برذونا قبله ولا بعده ففتحت ايلياء وارضها على يديه ماخلا اجنادين فعلى يدي عمرو وقيسارية فعلى يدي معاوية هذا سياق سيف بن عمر وقد خالفه غيره من ائمة السير فذهبوا الى ان فتح بيت المقدس كان في سنة ست عشرة .
قال محمد بن عائذ عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن حصن بن علان قال يزيد بن عبيدة فتحت بيت المقدس سنة ست عشرة وفيها قدم عمر بن الخطاب الجابية وقال ابو زرعة الدمشقي عن دحيم عن الوليد ين مسلم قال ثم عاد في سنة سبع عشرة فرجع من سرع ثم قدم سنة ثماني عشرة فاجتمع اليه الامراء وسلموا اليه ما اجتمع عندهم من الاموال فقسمها وجند الاجناد ومصر الامصار ثم عاد الى المدينة .
وقال يعقوب بن سفيان ثم كان فتح الجابية وبيت المقدس سنة ست عشرة وقال ابو معشر ثم كان عمواس والجابية في سنة ست عشرة ثم كانت سرع في سبع عشرة ثم كان عام الرمادة في سنة ثماني عشرة قال وكان فيها طاعون عمواس يعني فتح البلدة المعروفة بعمواس فاما الطاعون المنسوب اليها فكان في سنة ثماني عشرة كما سياتي قريبا ان شاء الله تعالى .
قال ابو مخنف لما قدم عمر الشام فراى غوطة دمشق ونظر الى المدينة والقصور والبساتين تلا قوله تعالى كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك واورثناها قوما آخرين ثم انشد قول النابغة