رسول الله A منذ بعث الى ان فارقنا عليه فالزمه فانه امر هذه عظتي اياك ان تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الخاسرين ولما اراد فراقه قال له انك ستقدم على امر شديد فالصبر الصبر على ما اصابك ونابك تجمع لك خشية الله واعلم ان خشية الله تجتمع في امرين في طاعته واجتناب معصيته وانما طاعة من اطاعه ببغض الدنيا وحب الآخرة وانما عصيان من عصاه بحب الدنيا وبغض الآخرة وللقلوب حقائق ينشئها الله انشاء منها للسر ومنها العلانية فاما العلانية فان يكون حامده وذامه في الحق سواء واما السر فيعرف بظهور الحكمة من قلبه على لسانه وبمحبة الناس ومن محبة الناس فلا تزهد في التحبب فان النبيين قد سالوا محبتهم وان الله اذا احب عبدا حببه واذا ابغض عبدا بغضه فاعتبر منزلتك عند الله بمنزلتك عندالناس قالوا فسار سعد نحو العراق في اربعة الاف ثلاثة الاف من اهل اليمن والف من سائر الناس وقيل في ستة الاف وشيعهم عمر من صرار الى الاعوص وقام عمر في الناس خطيبا هنالك فقال ان الله انما ضرب لكم الامثال وصرف لكم القول لتحيى القلوب فان القلوب ميتة في صدورها حتى يحيها الله من علم شيئا فلينفع به فان للعدل امارات وتباشير فاما الامارات فالحياء والسخاء والهين واللين واما التباشير فالرحمة وقد جعل الله لكل امر بابا ويسر لكل باب مفتاحا فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد والاعتبار ذكر الموت والاستعداد بتقديم الاموال والزهد اخذ الحق من كل احد قبله حق والاكتفاء بما يكفيه من الكفاف فان لم يكفه الكفاف لم يغنه شىء اني بينكم وبين الله وليس بيني وبينه احد وان الله قد الزمنى دفع الدعاء عنه فانهوا شكاتكم الينا فمن لم يستطع فالى من يبلغانها ناخذ له الحق غير متعتع ثم سار سعد الى العراق ورجع عمر بمن معه من المسلمين الى المدينة ولما انتهى سعد الى نهر زرود ولم يبق بينه وبين ان يجتمع بالمثنى بن حارثة الا اليسير وكل منهما مشتاق الى صاحبه انتقض جرح المثنى بن حارثة الذي كان جرحه يوم الجسر فمات C ورضى الله عنه واستخلف على الجيش بشير بن الخصاصية ولما بلغ سعدا موته ترحم عليه وتزوج زوجته سلمى ولما وصل سعد الى محلة الجيوش انتهت اليه رياستها وامرتها ولم يبق بالعراق امير من سادات العرب الا تحت امره وامده عمر بامداد اخر حتى اجتمع معه يوم القادسية ثلاثون الفا وقيل ستة وثلاثون وقال عمر والله لأرمين ملوك العجم بملوك العرب وكتب الى سعد ان يجعل الامراء على القبائل والعرفاء على كل عشرة عريفا على الجيوش وان يواعدهم الى القادسية ففعل ذلك سعد عرف العرفاء وامر على القبائل وولى على الطلائع والمقدمات والمجنبات والساقات والرجالة والركبان كما امر امير المؤمنين عمر