طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الانصاري الخزرجي سيدهم ابو ثابت ويقال ابو قيس صحابي جليل كان احد النقباء ليلة العقبة وشهد بدرا في قول عروة وموسى بن عقبة والبخاري وابن ماكولا وروى ابن عساكر من طريق حجاج بن ارطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس ان راية المهاجرين يوم بدر كانت مع علي وراية الانصار مع سعد بن عبادة رضى الله عنهما .
قلت والمشهور ان هذا كان يوم الفتح والله اعلم وقال الواقدي لم يشهدها لانه نهسته حية فشغلته عنها بعد ان تجهز لها فضرب له رسول الله A بسهمه واجره وشهد احدا وما بعدها وكذا قال خليفة بن خياط وكانت له جفنة تدور مع النبي A حيث دار من بيوت نسائه بلحم وثريد او لبن وخبز او خبز وسمن او بخل وزيت وكان ينادي عند اطمة كل ليلة لمن اراد القرى وكان يحسن الكتابة بالعربي والرمي والسباحة وكان يسمى من احسن ذلك كاملا وقد ذكر ابو عمر بن عبد البر ما ذكره غير واحد من علماء التاريخ انه تخلف عن بيعة الصديق حتى خرج الى الشام فمات بقرب من حوران سنة ثلاث عشرة في خلافة الصديق قاله ابن اسحاق والمدائني وخليفة قال وقيل في اول خلافة عمر وقيل سنة اربع عشرة وقيل سنة خمس عشرة وقال الفلاس وابن بكر سنة ست عشرة .
قلت اما بيعة الصديق فقد روينا في مسند الإمام احمد انه سلم للصديق ما قاله من ان الخلفاء من قريش واما موته بارض الشام فمحقق والمشهور انه بحوران قال محمد بن عائذ الدمشقي عن عبد الاعلى عن سعيد بن عبدالعزيز انه قال اول مدينة فتحت من الشام بصرى وبها توفي سعد بن عبادة وعند كثير من اهل زماننا انه دفن بقرية من غوطة دمشق يقال لها المنيحة وبها قبر مشهور به ولم ار الحافظ بن عساكر تعرض لذكر هذا القبر في ترجمته بالكلية فالله اعلم قال ابن عبدالبر ولم يختلفوا انه وجد ميتا في مغتسله وقد اخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول ... قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ... رميناه بسهم فلم يخطىء فؤاده ... قال ابن جريج سمعت عطاء يقول سمعت ان الجن قالوا في سعد بن عبادة هذين البيتين له عن النبي A احاديث وكان رضى الله عنه من اشد الناس غيرة ما تزوج امرأة بكرا ولا طلق امرأة فتجاسر احد ان يخطبها بعده وقد روى انه لما خرج من المدينة قسم ماله بين بنيه فلما توفي ولد له ولد فجاء ابو بكر وعمر الى ابنه قيس بن سعد فامراه ان يدخل هذا معهم فقال اني لا اغير ما صنع سعد ولكن نصيبي لهذا الولد سلمة بن هشام بن المغيرة اخو ابي جهل بن هشام