في القلب وركب ابو عبيدة وعمرو بن العاص في المجنبتين وعلى الخيل عياض بن غنم وعلى الرجالة شرحبيل بن حسنة فقدموا دمشق وعليها نسطاس بن نسطوس فنزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي واليه كيسان ايضا ونزل ابو عبيدة على باب الجابية الكبير ونزل يزيد بن ابي سفيان على باب الجابية الصغير ونزل عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة على بقية ابواب البلد ونصبوا المجانيق والدبابات وقد ارصد ابو عبيدة ابا الدرداء على جيش ببرزة يكونون ردءا له وكذا الذي بينه وبين حمص وحاصروها حصارا شديدا سبعين ليلة وقيل اربعة اشهر وقيل ستة اشهر وقيل اربعة عشر شهرا فالله اعلم واهل دمشق ممتنعون منهم غاية الامتناع ويرسلون الى ملكهم هرقل وهو مقيم بحمص يطلبون منه المدد فلا يمكن وصول المدد اليهم من ذي الكلاع الذي قد ارصده ابو عبيدة رضى الله عنه بين دمشق وبين وحمص عن دمشق ليلة فلما ايقن اهل دمشق انه لا يصل اليهم مدد ابلسوا وفشلوا وضعفوا وقوى المسلمون واشتد حصارهم وجاء فصل الشتاء واشتد البرد وعسر الحال وعسر القتال فقدر الله الكبير المتعال ذو العزة والجلال ان ولد لبطريق دمشق مولود في تلك الليالي فصنع لهم طعاما وسقاهم بعده شرابا وباتوا عنده في وليمته قد اكلوا وشربوا وتعبوا فناموا عن مواقفهم واشتغلوا عن اماكنهم وفطن لذلك امير الحرب خالد بن الوليد فانه كان لا ينام ولا يترك احدا ينام بل مراصد لهم ليلا ونهارا وله عيون وقصاد يرفعون اليه احوال المقاتلة صباحا ومساءا فلما راى حمدة تلك الليلة وانه لا يقاتل على السور احد كان قد اعد سلاليم من حبال فجاء هو واصحابه من الصناديد الابطال مثل القعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وقد احضر جيشه عند الباب وقال لهم اذا سمعتم تكبيرنا فوق السور فارقوا الينا ثم نهد هو واصحابه فقطعوا الخندق سباحة بقرب في اعناقهم فنصبوا تلك السلالم واثبتوا اعاليها بالشرفات واكدوا اسافلها خارج الخندق وصعدوا فيها فلما استووا على السور رفعوا اصواتهم بالتكبير وجاء المسلمون فصعدوا في تلك السلالم وانحدر خالد واصحابه الشجعان من السور الى البوابين فقتلوهم وقطع خالد واصحابه اغاليق الباب بالسيوف وفتحوا الباب عنوة فدخل الجيش الخالدي من الباب الشرقى ولما سمع اهل البلد التكبير ثاروا وذهب كل فريق الى اماكنهم من السور لا يدرون ما الخبر فجعل كلما قدم احد من اصحاب الباب الشرقي قتله اصحاب خالد ودخل خالد البلدة عنوة فقتل من وجده وذهب اهل كل باب فسالوا من اميرهم الذي عند الباب من خارج الصلح وقد كان المسلمون دعوهم الى المشاطرة فيابون عليهم فلما دعوهم الى ذلك اجابوهم ولم يعلم بقية الصحابة ما صنع خالد ودخل المسلمون من كل جانب وباب فوجدوا خالدا وهو يقتل من وجده فقالوا له انا قد امناهم فقال انى فتحتها عنوة والتقت الامراء في وسط البلد عند كنيسة المقسلاط بالقرب من