زليخا كان قد مات فولاه الملك مكانه وزوجه امرأته زليخا فكان وزير صدق .
وذكر محمد بن اسحق أن صاحب مصر الوليد بن الريان أسلم على يدي يوسف عليه السلام فالله أعلم وقد قال بعضهم ... وراء مضيق الخوف متسع الأمن ... وأول مفروح به غاية الحزن ... فلا تيأسن فالله ملك يوسفا ... خزائنه بعد الخلاص من السجن ... .
وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوف الكيل وأنا خير المنزلين فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون يخبر تعالى عن قدوم إخوة يوسف عليه السلام إلى الديار المصرية يمتارون طعاما وذلك بعد إتيان سنى الجدب وعمومها على سائر البلاد والعباد وكان يوسف عليه السلام إذ ذاك الحاكم في أمور الديار المصرية دينا ودنيا فلما دخلوا عليه عرفهم ولم يعرفوه لأنهم لم يخطر ببالهم ما صار إليه يوسف عليه السلام من المكانة والعظمة فلهذا عرفهم وهم له منكرون .
وعند أهل الكتاب أنهم لما قدموا عليه سجدوا له فعرفهم وأراد أن لا يعرفوه بأغلظ لهم في القول وقال أنتم جواسيس جئتم لتأخذوا خبر بلادي فقالوا معاذ الله إنما جئنا نمتار لقومنا من الجهد والجوع الذي أصابنا ونحن بنو أب واحد من كنعان ونحن اثنا عشر رجلا ذهب منا واحد وصغيرنا عند أبينا فقال لا بد أن أستعلم أمركم وعندهم أنه حبسهم ثلاثة أيام ثم أخرجهم واحتبس شمعون عنده ليأتوه بالأخ الآخر وفي بعض هذا أنظر قال الله تعالى فلما جهزهم بجهازهم أي أعطاهم من الميرة ما جرت به عادته في إعطاء كل إنسان حمل بعير لا يزيده عليه قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم وكان قد سألهم عن حالهم وكم هم فقالوا كنا إثني عشر رجلا فذهب منا واحد وبقي شقيقه عند أبينا فقال إذا قدمتم من العام المقبل فأتوني به معكم ألا ترون أني أوف الكيل وأنا خير المنزلين أي قد أحسنت نزلكم وقراكم فرغبهم ليأتوه به ثم رهبهم إن لم يأتوه به قال فإن لم تأتون به فلا كيل لكم عندي ولاتقربون أي فلست أعطيكم ميرة ولا أقربكم بالكلية عكس ما أسدى إليهم أولا فاجتهد في إحضاره معهم ليبل شوقه منه بالترغيب والترهيب قالوا سنراود عنه أباه أي سنجتهد في مجيئه معنا وإتيانه إليك بكل ممكن وإنا لفاعلون أي وإنا لقادرون على تحصيله ثم أمر فتيانه أن يضعوا بضاعتهم وهي ما جاؤا به يتعوضون به عن الميرة في أمتعتهم من حيث لا يشعرون بها لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون قيل أراد أن يردوها إذا وجدوها في بلادهم وقيل خشي أن لا يكون عندهم ما يرجعون به مرة ثانية وقيل تذمم أن يأخذ منهم عوضا عن الميرة