قالا ثنا بندار بن يسار ثنا أبو هشام المخزومي ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نصرة عن أبي سعيد الخدري قال قبض رسول الله A واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر قال فقام خطيب الانصار فقال أتعلمون أنا أنصار رسول الله A فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره قال فقام عمر بن الخطاب فقال صدق قائلكم ولو قلتم غير هذا لم نبايعكم فأخذ بيد أبي بكر وقال هذا صاحبكم فبايعوه فبايعه عمر وبايعه المهاجرون والأنصار وقال فصعد أبو بكر المنبر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير قال فدعا الزبير فجاء قال قلت ابن عمة رسول الله A أردت أن تشق عصا المسلمين قال لا تثريب يا خليفة رسول الله فقام فبايعه ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فدعا بعلي بن أبي طالب قال قلت ابن عم رسول الله A وختنه على ابنته أردت أن تشق عصا المسلمين قال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه هذا أو معناه قال الحافظ أبو علي النيسابوري سمعت ابن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال هذا حديث يساوي بدنة فقلت يسوى بدنة بل هذا يسوي بدرة وقد رواه الامام أحمد عن الثقة عن وهيب مختصرا وأخرجه الحاكم في مستدركه من طريق عفان بن مسلم عن وهيب مطولا كنحو ما تقدم وروينا من طريق المحاملي عن القاسم بن سعيد بن المسيب عن علي بن عاصم عن الحريري عن أبي نصرة عن أبي سعيد فذكره مثله في مبايعة علي والزبير Bهما يومئذ وقال موسى بن عقبة في مغازيه عن سعد بن إبراهيم حدثني أبي أن أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم خطب أبو بكر واعتذر إلى الناس وقال والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة ولا سألتها الله في سر ولا علانية فقبل المهاجرون مقالته وقال علي والزبير ما إلا لأننا أخرنا عن المشورة وإنا نرى أبا بكر احق الناس بها إنه لصاحب الغار وإنا لنعرف شرفه وخيره ولقد أمره رسول الله A بالصلاة بالناس وهو حي وهذا اللائق بعلي Bه والذي يدل عليه الأثار من شهوده معه الصلوات وخروجه معه إلى ذي القصة بعد موت رسول الله A كما سنورده وبذله له النصيحة والمشورة بين يديه وأما ما يأتي من مبايعته إياه بعد موت فاطمة وقد ماتت بعد أبيها عليه السلام بستة اشهر فذلك محمول على أنها بيعة ثانية أزالت ما كان قد وقع من وحشة بسبب الكلام في الميراث ومنعه إياهم ذلك بالنص عن رسول الله A في قوله لا نورث ما تركنا فهو صدقة كما تقدم إيراد اسانيده وألفاظه ولله الحمد وقد كتبنا هذه الطرق مستقصاة في الكتاب الذي أفردناه في سيرة الصديق Bه وما أسنده من الأحاديث عن رسول الله A وما روي عنه من الأحكام مبوبة على أبواب العلم ولله الحمد والمنة وقال سيف بن عمر