والبيهقي في دلائله وصححه كما تقدم من طريق العتبي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من الحارث بن الخزرج توفي زمن عثمان بن عفان فسجي بثوبه ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال أحمد في الكتاب الأول صدق صدق أبو بكر الضعيف في نفسه القوي في أمر الله في الكتاب الأول صدق صدق عمر بن الخطاب القوي في الكتاب الأول صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع وبقيت ثنتان أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف وقامت الساعة وسيأتيكم عن جيشكم خير قال يحيى بن سعيد قال سعيد بن المسيب ثم هلك رجل من بني حطمة فسجي بثوبه فسمع جلجلة في صدره ثم تكلم فقال إن أخا بني حارث بن الخزرج صدق صدق ورواه ابن أبي الدنيا والبيهقي أيضا من وجه آخر بأبسط من هذا وأطول وصححه البيهقي قال وقد روى في التكلم بعد الموت عن جماعة بأسانيد صحيحة والله أعلم قلت قد ذكرت في قصة سخلة جابر يوم الخندق وأكل الألف منها ومن قليل شعير ما تقدم وقد أورد الحافظ محمد بن المنذر المعروف بيشكر في كتابه الغرائب والعجائب بسنده كما سبق أن رسول الله A جمع عظامها ثم دعا الله تعالى فعادت كما كانت فتركها في منزله والله أعلم قال شيخنا ومن معجزات عيسى الإبراء من الجنون وقد أبرأ النبي A يعني من ذلك هذا آخر ما وجدته فيما حكيناه عنه فأما إبراء عيسى من الجنون فما أعرف فيه نقلا خاصا وإنما كان يبرئ الأكمه والأبرص والظاهر ومن جميع العاهات والأمراض المزمنة وأما إبراء النبي A من الجنون فقد روى الإمام أحمد والحافظ البيهقي من غير وجه عن يعلى بن مرة أن امرأة أتت بابن لها صغير به لمم ما رأيت غما أشد منه فقالت يا رسول الله ابني هذا كما ترى اصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يوجد منه في اليوم ما يؤذي ثم قالت مرة فقال رسول الله A ناولينيه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه ونفث فيه ثلاثا وقال بسم الله أنا عبد الله اخسأ عدو الله ثم ناولها إياه فذكرت أنه برئ من ساعته وما رابهم شيء بعد ذلك وقال أحمد حدثنا يزيد حدثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله A فقالت يا رسول الله إن به لمما وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا قال فمسح رسول الله A صدره ودعا له فسغ سغة فخرج منه مثل الجرو الأسود فشفي غريب من هذا الوجه وفرقد فيه كلام وإن كان من زهاد البصرة لكن ما تقدم له شاهد وإن كانت القصة واحدة والله أعلم وروى البزار من طريق فرقد أيضا عن سعد بن عباس قال كان النبي A بمكة فجاءته امرأة من الانصار فقالت يا رسول الله إن هذا الخبيث قد غلبني فقال لها تصبري على ما أنت عليه وتجيئي يوم القيامة ليس عليك ذنوب ولا