يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين وقد دعا رسول الله A على قريش حين تمادوا على مخالفته بسبع كسبع يوسف فقحطوا حتى أكلوا كل شيء وكان أحدهم يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجوع وقد فسر ابن مسعود قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخن مبين بذلك كما رواه البخاري عنه في غير ما موضع من صحيحه ثم توسلوا إليه صلوات الله وسلامه عليه بقرابتهم منه مع أنه بعث بالرحمة والرأفة فدعا لهم فأقلع عنهم ورفع عنهم العذاب وأحيوا بعد ما كانوا أشرفوا على الهلكة وأما فلق البحر لموسى عليه السلام حين أمره الله تعالى حين تراءى الجمعان أن يضرب البحر بعصاه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فإنه معجزة عظيمة باهرة وحجة قاطعة قاهرة وقد بسطنا ذلك في التفسير وفي قصص الانبياء من كتابنا هذا وفي إشارته A بيده الكريمة الى قمر السماء فانشق القمر فلقتين وفق ما سأله قريش وهم معه جلوس في ليلة البدر أعظم آية وأيمن دلالة وأوضح حجة وأبهر برهان على نبوته وجاهه عند الله تعالى ولم ينقل معجزة عن نبي من الأنبياء من الآيات الحسيات أعظم من هذا كما قررنا ذلك بأدلته من الكتاب والسنة في التفسير في أول البعثة وهذا أعظم من حبس الشمس قليلا ليوشع بن نون حتى تمكن من الفتح ليلة السبت كما سيأتي في تقرير ذلك مع ما يناسي ذكره عنده وقد تقدم من سيرة العلاء بن الحضرمي وأبي عبيد الثقفي وأبي مسلم الخولاني وسير الجيوش التى كانت معهم على تيار الماء ومنها دجلة وهي جارية عجاجة تقذف الخشب من شدة جريها وتقدم تقرير أن هذا أعجب من فلق البحر لموسى من عدة وجوه والله أعلم وقال ابن حامد فإن قالوا فان موسى عليه السلام ضرب بعصاه البحر فانفلق فكان ذلك آية لموسى عليه السلام قلنا فقد أوتي رسول اللهA مثلها قال علي Bه لما خرجنا إلى خيبر فاذا نحن بواد سحب وقدرناه فاذا هو أربع عشرة قامة فقالوا يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي من أمامنا كما قال أصحاب موسى إنا لمدركون فنزل رسول الله A فعبرت الخيل لا تبدي حوافرها والابل لا تبدي أخفافها فكان ذلك فتحا وهذا الذي ذكره بلا إسناد ولا أعرفه في شيء من الكتب المعتمدة باسناد صحيح ولا حسن بل ولا ضعيف فالله أعلم وأما تظليله بالغمام في التيه فقد تقدم ذكر حديث الغمامة التي رآها بحيرا تظله من بين أصحابه وهو ابن اثنتي عشرة سنة صحبة عمه أبي طالب وهو قادم إلى الشام في تجارة وهذا أبهر من جهة أنه كان وهو قبل أن يوحى إليه وكانت الغمامة تظله وحده من بين أصحابه فهذا أشد في الاعتناء وأظهر من غمام بني إسرائيل وغيرهم وأيضا فان المقصود من تظليل الغمام إنما كان لاحتياجهم إليه من شدة الحر وقد ذكرنا في الدلائل