قوم فرعون حين كذبوه فأرسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات كما بسطنا ذلك في التفسير وكذلك أخدهم الله بالسنين وهي نقص الحبوب وبالجدب وهو نقص الثمار وبالموت الذريع وهو نقص الأنفس وهو الطوفان في قول ومنها فلق ابحر لأنجاء بني إسرائيل وإغراق آل فرعون ومنها تضليل بني إسرائيل في التيه وإنزال المن والسلوى عليهم واستسقاؤه لهم فجعل الله ماءهم يخرج من حجر يحمل معهم على دابة له أربعة وجوه إذا ضربه موسى بعصاه يخرج من كل وجه ثلاثة أعين لكل سبط عين ثم يضربه فينقلع إلى غير ذلك من الآيات الباهرات كما بسطنا ذلك في التفسير وفي قصة موسى عليه السلام من كتابنا هذا في قصص الأنبياء منه ولله الحمد والمنة وقيل كل من عبد العجل أماتهم ثم أحياهم الله تعالى وقصة البقرة أما العصا فقال شيخنا العلامة ابن الزملكاني وأما حياة عصا موسى فقد سبح الحصا في كف رسول الله A وهو جماد والحديث في ذلك صحيح وهذا الحديث مشهور عن الزهري عن رجل عن أبي ذر وقد قدمنا ذلك مبسوطا في دلائل النبوة بما أغنى عن إعادته وقيل إنهن سبحن في كف أبي بكر ثم عمر ثم عثمان كما سبحن في كف رسول الله A فقال هذه خلافة النبوة وقد روى الحافظ بسنده إلى بكر بن حبيش عن رجل سماه قال كان بيد ابي مسلم الخولاني سبحة يسبح بها قال فنام والسبحة في يده قال فاستدارت السبحة فالتفت على ذراعه وهي تقول سبحانك يا منبت النبات ويا دائم الثبات فقال هلم يا أم مسلم وانظري إلى أعجب الأعاجيب قال فجاءت أم مسلم والسبحة تدور وتسبح فلما جلست سكتت وأصح من هذا كله وأصرح حديث البخاري عن ابن مسعود قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل قال شيخنا وكذلك قد سلمت عليه الأحجار قلت وهذا قد رواه مسلم عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله A إني لأعرف حجرا كان يسلم علي بمكة قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن قال بعضهم هو الحجر الأسود وقال الترمذي حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي حدثنا الوليد بن أبي ثور عن السدي عن عباد بن يزيد عن علي بن أبي طالب Bه قال كنت مع النبي A بمكة في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله ثم قال غريب ورواه أبو نعيم في الدلائل من حديث السدي عن أبي عمارة الحيواني عن علي قال خرجت مع رسول الله A فجعل لا يمر بحجر ولا شجر ولا مدر ولا شيء إلا قال السلام عليك يا رسول الله قال وأقبلت الشجرة عليه بدعائه وذكر اجتماع تينك الشجرتين لقضاء حاجته من ورائهما ثم رجوعهما إلى منابتهما وكلا الحديثين في الصحيح ولكن لا يلزم من ذلك حلول حياة فيهما إذ يكونان ساقهما سائق ولكن في قوله انقادا علي بأذن الله ما يدل على حصول شعور منهما لمخاطبته ولا