فقال أوجعت ابني أصلحك الله أو قال رحمك الله فقلت أعطني إزارك أغسله فقال إنما يغسل بول الجارية ويصب على بول الغلام ورواه أحمد أيضا عن يحيى بن بكير عن إسرئيل عن سماك عن قابوس بن مخارق عن أم الفضل فذكر مثله سواء وليس فيه الأخبار بقتله فالله أعلم وقال الأمام أحمد حدثنا عفان ثنا حماد أنا عمار بن أبي عمارة عن ابن عباس قال رأيت النبي A فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائل أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا قال دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم قال فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم Bه قال قتادة قتل الحسين يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف الشهر وهكذا قال الليث وأبو بكر بن عياش الواقدي والخليفة بن خياط وابو معشر وغير واحد إنه قتل يوم عاشوراء عام إحدى وستين وزعم بعضهم أنه قتل يوم السبت والأول أصح وقد ذكروا في مقتله أشياء كثيرة أنها وقعت من كسوف الشمس يومئذ وهو ضعيف وتغيير آفاق السماء ولم ينقلب حجر إلأ وجد تحته دم ومنهم من خصص ذلك بحجارة بيت المقدس وأن الورس استحال رمادا وأن اللحم صار مثل العلقم وكان فيه النار إلى غير ذلك مما في بعضها نكارة وفي بعضها احتمال والله أعلم وقد مات رسول الله A وهو سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ولم يقع شيء من هذه الأشياء وكذلك الصديق بعده مات ولم يكن شيء من هذا وكذا عمر بن الخطاب قتل شهيدا وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر وحصر عثمان في داره وقتل بعد ذلك شهيدا وقتل علي بن أبي طالب شهيدا بعد صلاة الفجر ولم يكن شيء من هذه الأشياء والله أعلم وقد روى حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمارة عن أم سلمة أنها سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي وهذا صحيح وقال شهر بن حوشب كنا عند أم سلمة فجاءها الخبر بقتل الحسين فخرت مغشيا عليها وكان سبب قتل الحسين أنه كتب إليه أهل العراق يطلبون منه أن يقدم إليهم ليبايعوه بالخلافة وكثر تواتر الكتب عليه من العامة ومن ابن عمه مسلم بن عقيل فلما ظهر على ذلك عبيد الله بن زياد نائب العراق ليزيد بن معاوية فبعث إلى مسلم بن عقيل يضرب عنقه ورماه من القصر إلى العامة فتفرق ملؤهم وتبددت كلمتهم هذا وقد تجهز الحسين من الحجاز إلى العراق ولم يشعر بما وقع فتحتمل بأهله ومن أطاعه وكانوا قريبا من ثلثمائة وقد نهاه عن ذلك جماعة من الصحابة منهم أبو سعيد وجابر وابن عباس وابن عمر فلم يطعهم وما أحسن ما نهاه ابن عمر عن ذلك واستدل له على أنه لا يقع ما يريده فلم يقبل فروى الحافظ البيهقي من حديث يحيى بن سالم الأسدي ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده عنه قال سمعت الشعبي يقول كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين بن