يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك قالوا نعم ثم قال لعلي وعباس انشدكما بالله هل تعلمان ذلك قالا نعم فتوفي الله نبيه فقال أبو بكر Bه أنا ولي رسول الله A فقبضها فعمل بما عمل به رسول الله A ثم توفي الله ابا بكر فقلت أنا ولي ولي رسول الله A فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله A وابو بكر ثم جئتماني كلمتكما واحدة وامركما جميع حتى جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا ليسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت إن شئتما دفعتها اليكما بذلك فتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي باذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي غير ذلك حتى تقوم الساعة فان عجزتما فادفعاها الي فأنا أكفيكماها وقد رواه البخاري في أماكن متفرقة من صحيحه ومسلم وأهل السنن من طرق عن الزهري به وفي رواية في الصحيحين فقال عمر فوليها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله A والله يعلم أنه صادق بار راشد تابع للحق ثم وليتها فعملت فيها بما عمل رسول الله A وأبو بكر والله يعلم أني صادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني فدفعتها اليكما لتعملا فيها بما عمل رسول الله وابو بكر وعملت فيها أنا أنشدكم بالله أدفعتها اليهما بذلك قالوا نعم ثم قال لهما أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال افتلتمسان مني قضاء غير ذلك لا والذي باذنه تقوم السماء والأرض وقال الامام احمد حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس قال سمعت عمر يقول لعبد الرحمن وطلحة والزبير وسعد نشدتكم بالله الذي تقوم السماء والأرض بأمره أعلمتم أن رسول الله A قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم على شرط الصحيحين .
قلت وكان الذي سألاه بعد تفويض النظر اليهما والله أعلم هو أن يقسم بينهما النظر فيجعل لكل واحد منهما نظر ما كان يستحقه بالأرض لو قدر أنه كان وارثا وكأنهما قدما بين أيديهما جماعة من الصحابة منهم عثمان وابن عوف وطلحة والزبير وسعد وكان قد وقع بينهما خصومة شديدة بسبب اشاعة النظر بينهما فقالت الصحابة الذين قدموهم بين أيديهما يا أمير المؤمنين اقض بينهما أو أرح أحدهما من الآخر فكأن عمر Bه تحرج من قسمة النظر بينهما بما يششبه قسمة الميراث ولو في الصورة الظاهرة محافظة على امتثال قوله A لا نورث ما تركنا صدقة فامتنع عليهم كلهم وأبى ذلك اشد الاباء Bه وأرضاه ثم إن عليا والعباس استمرا على ما كانا عليه ينظران فيها جميعا الى زمان عثمان بن عفان فغلبه عليها علي وتركها له العباس باشارة ابنه عبد الله Bهما بين يدي عثمان كما رواه احمد في مسنده فاستمرت في ايدي العلويين وقد تقصيت طرق هذا الحديث وألفاظه في مسندي الشيخين أبي بكر وعمر Bهما فاني ولله الحمد جمعت لكل واحد منهما مجلدا ضخما مما رواه عن رسول الله A ورآه