وقال جابر في حديثه المتقدم حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ثم تقدم الى مقام ابراهيم فقرا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى فجعل المقام بينه وبين البيت فذكر أنه صلى ركعتين قرأ فيهما قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون فان قيل فهل كان عليه السلام في هذا الطواف راكبا أو ماشيا فالجواب أنه قد ورد نقلان قد يظن أنهما متعارضان ونحن نذكرهما ونشير إلى التوفيق بينهما ورفع اللبس عند من يتوهم فيهما تعارضا وبالله التوفيق وعليه الاستعانة وهو حسبنا ونعم الوكيل قال البخاري C حدثنا احمد بن صالح ويحيى بن سليمان قالا ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال طاف النبي A على بعيره في حجة الوداع يستلم الركن بمحجن وأخرجه بقية الجماعة إلا الترمذي من طرق عن ابن وهب قال البخاري تابعه الدراوردي عن ابن أخي الزهري عن عمه وهذه المتابعة غريبة جدا وقال البخاري ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب ثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال طاف النبي A بالبيت على بعير كلما أتى الركن أشار اليه وقد رواه الترمذي من حديث عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وعبد الوارث كلاهما عن خالد بن مهران الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال طاف رسول الله A على راحلته فإذا انتهى إلى الركن أشار اليه وقال حسن صحيح ثم قال البخاري ثنا مسدد ثنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال طاف النبي A بالبيت على بعير فلما أتى الركن اشار اليه بشيء كان عنده وكبر تابعه ابراهيم بن طهمان عن خالد الحذاء به وروى مسلم عن الحكم بن موسى عن شعيب بن اسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله A طاف في حجة الوداع حول الكعبة على بعير يستلم الركن كراهية أن يضرب عنه الناس فهذا إثبات أنه عليه السلام طاف في حجة الوداع على بعير ولكن حجة الوداع كان فيها ثلاثة أطواف الأول طواف القدوم والثاني طواف الافاضة وهو طواف الفرض وكان يوم النحر والثالث طواف الوداع فلعل ركوبه A كان في أحد الآخرين أو في كليهما فأما الأول وهو طواف القدوم فكان ماشيا فيه وقد نص الشافعي على هذا كله والله أعلم وأحكم والدليل على ذلك ما قال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه السنن الكبير أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا الفضل بن محمد بن المسيب ثنا نعيم بن حماد ثنا عيسى بن يونس عن محمد بن اسحاق هو ابن يسار C عن أبي جعفر وهو محمد بن علي ابن الحسين عن جابر بن عبد الله قال دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى فأتى النبي A باب المسجد فأناخ راحلته ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء ثم رمل ثلاثا ومشى