بنا رسول الله A بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بذي احليفة حتى أصبح فلما ركب راحلته واستوت به أهل وقال احمد ثنا يعقوب ثنا أبي عن محمد بن اسحاق حدثني محمد بن المنذر التيمي عن أنس بن مالك الانصاري قال صلى بنا رسول الله A الظهر في مسجده بالمدينة أربع ركعات ثم صلى بنى العصر بذي الحليفة ركعتين أمنا لا يخاف في حجة الوداع تفرد به احمد من هذين الوجهين الآخرين وهما على شرط الصحيح وهذه ينفي كون خروجه عليه السلام يوم الجمعة قطعا ولا يجوز على هذا أن يكون خروجه يوم الخميس كما قال ابن حزم لانه كان يوم الرابع والعشرين من ذي القعدة لأنه لا خلاف إن أول ذي الحجة كان يوم الخميس لما ثبت بالتواتر والاجماع من أنه عليه السلام وقف بعرفة يوم الجمعة وهو تاسع ذي الحجة بلا نزاع فلو كان خروجه يوم الخميس الرابع والعشرين من ذي القعدة لبقي في الشهر ست ليال قطعا ليلة الجمعة والسبت والاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء فهذه ست ليال وقد قال ابن عباس وعائشة وجابر أنه خرج لخمس بقين من ذي القعدة وتعذر أنه يوم الجمعة لحديث أنس فتعين على هذا أنه عليه السلام خرج من المدينة يوم السبت وظن الراوي أن الشهر يكون تاها فاتفق في تلك السنة نقصانه فانسلخ يوم الاربعاء واستهل شهر ذي الحجة ليلة الخميس ويؤيده ما وقع في رواية جابر لخمس بقين أو أربع وهذا التقرير على هذا التقدير لا محيد عنه ولا بد منه والله أعلم .
باب صفة خروجه عليه السلام من المدينة الى مكة للحج .
قال البخاري حدثنا ابراهيم بن المنذر ثنا انس بن عياض عن عبيد الله هو ابن عمر عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله A كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس وأن رسول الله A كان إذا خرج الى مكة يصلي في مسجد الشجرة وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي وبات حتى يصبح تفرد به البخاري من هذا الوجه وقال الحافظ أبو بكر البزار وجدت في كتابي عن عمرو بن مالك عن يزيد بن زريع عن هشام عن عروة عن ثابت عن ثمامة عن أنس أن النبي A حج على رحل رث وتحت قطيفة وقال حجة لا رياء فيها ولا سمعة وقد علقه البخاري في صحيحه فقال وقال محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يزيد بن زريع عن عروة عن ثابت عن ثمامة قال حج أنس على رحل رث ولم يكن شحيحا وحدث أن رسول الله A حج على رحل وكانت زاملته هكذا ذكره البزار والبخاري معلقا مقطوع الاسناد من أوله وقد اسنده الحافظ البيهقي في سننه فقال أنبأنا أبو الحسن على بن محمد بن علي المقرئ أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن