والله يحب مكارم الاخلاق فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله تحب مكارم الاخلاق فقال رسول الله A والذي نفسي بيده لا يدخل أحد الجنة إلا بحسن الخلق هذا حديث حسن المتن غريب الاسناد جدا عزيز المخرج وقد ذكرنا ترجمة حاتم طيء أيام الجاهلية عند ذكرنا من مات من أعيان المشهورين فيها وما كان يسديه حاتم الى الناس من المكارم والاحسان إلا أن نفع ذلك في الآخرة معذوق بالايمان وهو ممن لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين وقد زعم الواقدي أن رسول الله A بعث علي بن أبي طالب في ربيع الآخر من سنة تسع إلى بلاد طيء فجاء معه بسبايا فيهم أخت عدي بن حاتم وجاء معه بسيفين كانا في بيت الصنم يقال لأحدهما الرسوب والآخر المخذم كان الحارث بن أبي سمر قد نذرهما لذلك الصنم .
قال البخاري C .
قصة دوس والطفيل بن عمرو .
حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن ابن ذكوان هو عبد الله بن زياد عن عبد الرحمن الاعرج عن أبي هريرة قال جاء الطفيل بن عمرو الى رسول الله A فقال إن دوسا قد هلكت وعصت وأبت فادع الله عليهم فقال رسول الله A اللهم أهد دوسا وأت بهم انفرد به البخاري من هذا الوجه ثم قال حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو اسامة حدثنا اسماعيل عن قيس عن أبي هريرة قال لما قدمت على النبي A قلت في الطريق ... يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت ... .
وأبق لي غلام في الطريق فلما قدمت على النبي A وبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي النبي A يا ابا هريرة هذا غلامك فقلت هو حر لوجه الله D فاعتقته انفرد به البخاري من حديث اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وهذا الذي ذكره البخاري من قدوم الطفيل بن عمرو فقد كان قبل الهجرة ثم إن قدر قدومه بعد الهجرة فقد كان قبل الفتح لأن دوسا قدموا ومعهم أبو هريرة وكان قدوم أبي هريرة ورسول الله A محاصر خيبر ثم ارتحل أبو هريرة حتى قدم على رسول الله A خيبر بعد الفتح فرضخ لهم شيئا من الغنيمة وقد قدمنا ذلك كله مطولا في مواضعه .
قال البخاري C