بعدنا قالا إنا نعطيك ما سألتنا وأبعث معنا رجلا أمينا ولا تبعث معنا إلا رجلا أمينا فقال لا يبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين فاستشرف لها أصحاب رسول الله A وقال قم يا أبا عبيدة ابن الجراح فلما قام قال رسول الله A هذا أمين هذه الأمة وقد رواه البخاري أيضا ومسلم من حديث شعبة عن ابي اسحاق به وقال الحافظ أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن سلمة بن يسوع عن أبيه عن جده قال يونس وكان نصرانيا فاسلم أن رسول الله A كتب الى نجران قبل أن ينزل عليه طس سليمان باسم إله ابراهيم واسحاق ويعقوب من محمد النبي رسول الله الى أسقف نجران اسلم أنتم فأني احمد اليكم إله ابراهيم واسحاق ويعقوب أما بعد فاني أدعوكم الى عبادة الله من عبادة العباد وأدعوكم الى ولاية الله من ولاية العباد فان أبيتم فالجزية فان أبيتم آذنتكم بحرب والسلام .
فلما أتى الاسقف الكتاب فقرأه قطع به وذعر به ذعرا شديدا وبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له شرحبيل بن وداعة وكان من همدان ولم يكن أحد يدعى إذا نزلت معضلة قبله لا الاتهم ولا السيد ولا العاقب فدفع الاسقف كتاب رسول الله A الى شرحبيل فقرأه فقال الاسقف يا أبا مريم ما رأيك فقال شرحبيل قد علمت ما وعد الله ابراهيم في ذرية اسماعيل من النبوة فما تؤمن أن يكون هو ذاك الرجل ليس لى في النبوة رأى ولو كان أمر من أمور الدنيا لأشرت عليك فيه برأى وجهدت لك فقال له الاسقف تنح فاجلس فتنحى شرحبيل فجلس ناحيته فبعث الاسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له عبد الله بن شرحبيل وهو من ذي أصبح من حمير فاقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فقال له مثل قول شرحبيل فقال له الاسقف تنح فاجلس فتنحى فجلس ناحيته وبعث الاسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له جبار بن فيض من بني الحارث بن كعب أحد بني الحماس فاقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فيه فقال له مثل قول شرحبيل وعبد الله فأمره الاسقف فتنحى فجلس ناحيته فلما اجتمع الرأي منهم على تلك المقالة جميعا أمر الاسقف بالناقوس فضرب به ورفعت النيران المسموح في الصوامع وكذلك كانوا يفعلوا إذا فزعوا بالنهار وإذا كان فزعهم ليلا ضربوا بالناقوس ورفعت النيران في الصوامع فاجتمع حين ضرب بالناقوس ورفعت المسوح أهل الوادي أعلاه وأسفله وطول الوادي مسيرة يوم للراكب السريع وفيه ثلاث وسبعون