قال ابن هشام ويقال إن رسول الله A قال له حين أنشده بانت سعاد لولا ذكرت الانصار بخير فانهم لذلك أهل فقال كعب هذه الابيات وهي في قصيدة له قال وبلغني عن علي بن زيد بن جدعان أن كعب بن زهير أنشد رسول الله A في المسجد بانت سعاد فقلبي اليوم متبول وقد رواه الحاقظ البيهقي باسناده المتقدم إلى ابراهيم بن المنذر الحزامي حدثني معن بن عيسى حدثني محمد بن عبد الرحمن الافطس عن ابن جدعان فذكره وهو مرسل وقال الشيخ أبو عمر بن عبد البر C في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب بعد ما أورد طرفا من ترجمة كعب بن زهير إلى أن قال وقد كان كعب بن زهير شاعرا مجودا كثير الشعر مقدما في طبقته هو وأخو بجير وكعب أشعرهما وأبوهما زهير فوقهما ومما يستجاد من شعر كعب بن زهير قوله ... لو كنت أعجب من شيء لأعجبني ... سعي الفتى وهو مخبوء له القدر ... يسعى الفتى لأمور ليس يدركها ... فالنفس واحدة والهم منتشر ... والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر ... .
ثم أورد له ابن عبد البر أشعارا كثيرة يطول ذكرها ولم يؤرخ وفاته وكذا لم يؤرخها أبو الحسن بن الاثير في كتاب الغابة في معرفة الصحابة ولكن حكى أن أباه توفي قبل المبعث بسنة فالله أعلم وقال السهيلي ومما أجاد فيه كعب بن زهير قوله يمدح رسول الله A ... تجري به الناقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم ... ففي عطافيه أو أثناء بردته ... ما يعلم الله من دين ومن كرم ... الحوادث المشهورة في سنة ثمان والوفيات .
فكان في جمادى منها وقعة مؤتة وفي رمضان غزوة فتح مكة وبعدها في شوال غزوة هوازن بحنين وبعده كان حصار الطائف ثم كانت عمرة الجعرانة في ذي القعدة ثم عاد إلى المدينة في بقية السنة قال الواقدي رجع رسول الله A الى المدينة لليالي بقين من ذي الحجة في سفرته هذه قال الواقدي وفي هذه السنة بعث رسول الله A عمرو بن العاص الى جيفر وعمرو ابني الجلندي من الأزد وأخذت الجزية من مجوس بلدهما ومن حولها من الأعراب قال وفيها تزوج رسول الله A فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي في ذي القعدة فاستعاذت منه عليه السلام ففارقها وقيل بل خيرها فاختارت الدنيا ففارقها قال وفي ذي الحجة منها ولد ابراهيم ابن رسول الله A من مارية القبطية فاشتدت غيره أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولدا ذكرا وكانت قابلتها فيه سلمى