بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم عندها لم يفد مكبول ... وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول ... هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... لا يشتكي قصر منها ولا طول ... تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول ... شجت بذي شيم من ماء مجنبة ... صاف بأبطح اضحى وهو مشمول ... تنفي الرياح الفدى عنه وأمرعه ... من صوب غادية بيض يعاليل ... فيالها خلة لو أنها صدقت ... بوعدها أو لو آن النصح مقبول ... لكنها خلة قد سيط من دمها ... فجع وولع وإحلاف وتبديل ... فما تدوم على حال تكون بها ... كما تلون في أثوابها الغول ... وما تمسك بالعهد الذي زعمت ... إلا كما يمسك الماء الغرابيل ... فلا يغرنك ما منت وما وعدت ... إن الأماني الأحلام تضليل ... كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل ... أرجو وآمل أن تدنو مودتها ... وما لهن إخان الدهر تعجيل ... أمست سعاد عرضتها بارض لا تبلغها ... الا العتاق النجيبات المراسيل ... ولن يبلغها إلا عذافرة ... فيها على الأبن إرقال وتبغيل ... من كل نضاحة الذفري اذا عرقت ... عرضتها طامس الاعلام مجهول ... ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق ... اذا توقدت الحزان والميل ... ضخم مقلدها فعم مقيدها ... في خلقها عن بنات الفحل تفضيل ... حرف أخوها ابوها من مهجنة ... وعمها خالها قوداء شمليل ... يمشى القراد عليها ثم يزلقه ... منها لبان وأقراب زهاليل ... عيرانة قذفت بالنحص عن عرض ... مرفقها عن بنات الزور مفتول ... قنواء في حربتيها للبصير بها ... عتق مبين وفي الخدين تسهيل ... كأنما فات عينيها ومذبحها ... من خطمها ومن اللحيين برطيل ... تمر مثل عسيب النخل ذا خصل ... في غادر لم تخونه الأحاليل ... تهوي على يسرات وهي لاهية ... ذوابل وقعهن الارض تحليل ... يوما تظل به الحرباء مصطخدا ... كأن ضاحية بالشمس محلول