العلامة فبسط لها رداءه فأجلسها عليه وخيرها وقال إن أحببت فعندي محببة مكرمة وإن أحببت أن أمتعك وترجعي الى قومك فعلت قالت بل تمتعني وتردني الى قومي فمتعها رسول الله A وردها الى قومها فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاما يقال له مكحول وجارية فزوجت أحدهما الآخر فلم يزل فيهم من نسلهما بقية وروى البيهقي من حديث الحكم بن عبد الملك عن قتادة قال لما كان يوم فتح هوازن جاءت جارية الى رسول الله A فقالت يا رسول الله أنا أختك أنا شيماء بنت الحارث فقال لها إن تكوني صادقة فان بك مني اثر لا يبلى قال فكشفت عن عضدها فقالت نعم يا رسول الله وأنت صغير وعضضتني هذه العضة قال فبسط لها رسول الله A رداءه ثم قال سلى تعطي واشفعي تشفعي وقال البيهقي انبأ أبو نصر بن قتادة انبأ عمرو بن اسماعيل ابن عبد السلمي ثنا مسلم ثنا أبو عاصم ثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان أخبرني عمي عمارة بن ثوبان أن أبا الطفيل أخبره قال كنت غلاما أحمل عضو البعير ورأيت رسول الله A يقسم نعما بالجعرانة قال فجاءته امرأة فبسط لها رداءه فقلت من هذه قالوا أمه التي أرضعته هذا حديث غريب ولعله يريد أخته وقد كانت تحضنه مع أمها حليمة السعدية وإن كان محفوظا فقد عمرت حليمة دهرا فان من وقت أرضعت رسول الله A الى وقت الجعرانة أزيد من ستين سنة وأقل ما كان عمرها حين أرضعته A ثلاثين سنة ثم الله أعلم بما عاشت بعد ذلك وقد ورد حديث مرسل فيه أن أبويه من الرضاعة قدما عليه والله أعلم بصحته قال أبو داود في المراسيل ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث أن عمر بن السائب حدثه أنه بلغه أن رسول الله A كان جالسا يوما فجاءه أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه ثم جاءه أخوه من الرضاعة فقام رسول الله A فأجلسه بين يديه وقد تقدم أن هوازن بكمالها متوالية برضاعته من بني سعد بن بكر وهم شرذمة من هوازن فقال خطيبهم زهير بن صرد يا رسول الله إنما في الحظائر أمهاتك وخالاتك وحواضنك فامنن علينا من الله عليك وقال فيما قال ... أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من محضها درر ... أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر ... .
فكان هذا سبب إعتاقهم عن بكرة أبيهم فعادت فواضله عليه السلام عليهم قديما وحديثا خصوصا وعموما وقد ذكر الواقدي عن ابراهيم بن محمد بن شرحبيل عن أبيه قال كان النضير بن الحارث ابن كلدة من أجمل الناس فكان يقول الحمد لله الذي من علينا بالاسلام ومن علينا بمحمد A ولم نمت على ما مات عليه الآباء وقتل عليه الاخوة وبنو العم ثم ذكر عداوته للنبي A وأنه