وأقسم لو هموا مكثوا لسرنا ... اليهم بالجنود ولم يغوروا ... فكنا اسدلية ثم حتى ... ابحناها وأسلمت النصور ... ويوم كان قبل لدى حنين ... فأقلع والدماء به تمور ... من الأيام لم تسمع كيوم ... ولم يسمع به قوم ذكور ... قتلنا في الغبار بني حطيط ... على راياتها والخيل زور ... ولم يك ذو الخمار رئيس قوم ... لهم عقل يعاقب أو نكير ... اقام بهم على سنن المنايا ... وقد بانت لمبصرها الأمور ... فافلت من نجا منهم حريضا ... وقتل منهم بشر كثير ... ولا يغني الأمور أخو التواني ... ولا الغلق الصريرة الحصور ... أحانهم وحان وملكوه ... أمورهم وأفلتت الصقور ... بنو عوف يميح بهم جياد ... أهين لها الفصافص والشعير ... فلولا قارب وبنو أبيه ... تقسمت المزارع والقصور ... ولكن الرياسة عمموها ... على يمن اشار به المشير ... أطاعوا قاربا ولهم جدود ... وأحلام إلى عز تصير ... فان يهدوا الى الاسلام يلفوا ... أنوف الناس ما سمر السمير ... فإن لم يسلموا فهموا أذان ... بحرب الله ليس لهم نصير ... كما حكمت بني سعد وجرت ... برهط بني غزية عنقفير ... كأن بني معاوية بن بكر ... الى الاسلام ضائنة تخور ... فقلنا أسلموا إنا أخوكم ... وقد برأت من الإحن الصدور ... كأن القوم اذ جاؤا الينا ... من البغضاء بعد السلم عور ... فصل .
ولما انهزمت هوازن وقف ملكهم مالك بن عوف النصري على ثنية مع طائفة من اصحابه فقال قفوا حتى تجوز ضعفاؤكم وتلحق أخراكم قال ابن اسحاق فبلغني أن خيلا طلعت ومالك وأصحابه على الثنية فقال لاصحابه ماذا ترون قالوا نرى قوما واضعي رماحهم بين آذان خيلهم طويلة بوادهم فقال هؤلاء بنو سليم ولا بأس عليكم منهم فلما أقبلوا سلكوا بطن الوادي ثم طلعت خيل أخرى تتبعها فقال لأصحابه ماذا ترون قالوا نرى قوما عارضي رماحهم اغفالا على خيلهم فقال هؤلاء الأوس والخزرج ولا بأس عليكم منهم فلماانتهوا الى أصل الثنية سلكوا