هوازن أربعة عشر ألفا لأنه قدم باثني عشر ألفا إلى مكة على قولهم واضيف ألفان من الطلقاء وذكر ابن اسحاق أنه خرج من مكة في خامس شوال قال واستخلف على اهل مكة عتاب بن اسيد ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي .
قلت وكان عمره إذ ذاك قريبا من عشرين سنة قال ومضى رسول الله A يريد لقاء هوازن وذكر قصيدة العباس بن مرداس السلمي في ذلك منها قوله ... أبلغ هوازن أعلاها واسفلها ... مني رسالة نصح فيه تبيان ... أني أظن رسول الله صابحكم ... جيشا له في فضاء الارض أركان ... فيهم سليم أخوكم غير تارككم ... والمسلمون عباد الله غسان ... وفي عضادته اليمنى بنو أسد ... والأجربان بنو عبس وذبيان ... تكاد ترجف منه الأرض رهبته ... وفي مقدمه أوس وعثمان ... .
قال ابن اسحاق أوس وعثمان قبيلا مزينة قال وحدثني الزهري عن سنان بن أبي سنان الدئلي عن أبي واقد الليثي أن الحارث بن مالك قال خرجنا مع رسول الله A إلى حنين ونحن حديثوا عهد بالجاهلية قال فسرنا معه إلى حنين قال وكانت لكفار قريش ومن سواهم من العرب شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها ويعكفون عليها يوما قال فرأينا ونحن نسير مع رسول الله A سدرة خضراء عظيمة قال فتنادينا من جنبات الطريق يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله A الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم وقد روى هذا الحديث الترمذي عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان والنسائي عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق عن معمر كلاهما عن الزهري كما رواه ابن اسحاق عنه وقال الترمذي حسن صحيح ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا وقال أبو داود ثنا أبو توبة ثنا معاوية بن سلام عن زيد ابن سلام أنه سمع أبا سلام عن السلولي أنه حدثه سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله A يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان العشية فحضرت صلاة الظهر عند رسول الله A فجاء رجل فارس فقال يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن عن بكرة ابيهم بظعنهم وبنعمهم وشائهم اجتمعوا الى حنين فتبسم رسول الله A وقال تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله ثم قال من يحرسنا الليلة قال أنس بن ابي مرثد أنا يا رسول الله قال فاركب فركب