نفى أهل الحبلق كل فج ... مزينة غدوة وبنو خفاف ... ضربناهم بمكة يوم فتح النبي الخير بالبيض الخفاف ... صبحناهم بسبع من سليم ... والف من بني عثمان واف ... نطأ أكتافهم ضربا وطعنا ... ورشقا بالمريشة اللطاف ... ترى بين الصفوف لها حفيفا ... كما انصاع الفواق من الرصاف ... فرحنا والجياد تجول فيهم ... بارماح مقومة الثقاف ... فابنا غانمين بما اشتهينا ... وآبوا نادمين على الخلاف ... وأعطينا رسول الله منا ... مواثقنا على حسن التصافي ... وقد سمعوا مقالتنا فهموا ... غداة الروع منا بانصراف ... .
وقال ابن هشام وقال عباس بن مرداس السلمي في فتح مكة ... منا بمكة يوم فتح محمد ... ألف تسيل به البطاح مسوم ... نصروا الرسول وشاهدوا آياته ... وشعارهم يوم اللقاء مقدم ... في منزل ثبتت به أقدامهم ... ضنك كأن الهام فيه الحنتم ... جرت مسابكها بنجد قبلها ... حتى استقام لها الحجاز الأدهم ... الله مكنه له وأذله ... حكم السيوف لنا وجد مزحم ... عود الرياسة شامخ عرنينه ... متطلع ثغر المكارم خضرم ... .
وذكر ابن هشام في سبب اسلام عباس بن مرداس أن أباه كان يعبد صنما من حجارة يقال له ضمار فلما حضرته الوفاة أوصاه به فبينما هو يوما يخدمه إذ سمع صوتا من جوفه وهو يقول ... قل للقبائل من سليم كلها ... أودى ضمار وعاش أهل المسجد ... إن الذي ورث النبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتدي ... أودي ضمار وكان يعبد مدة ... قبل الكتاب الى النبي محمد ... .
قال فحرق عباس ضمار ثم لحق برسول الله A فأسلم وقد تقدمت هذه القصة بكمالها في باب هواتف الجان مع أمثالها وأشكالها ولله الحمد والمنة .
بعثه عليه السلام خالد بن الوليد بعد الفتح الى بني جذيمة من كنانة .
قال ابن اسحاق فحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي قال