إنك لو شهدت يوم الخندمة ... إذ فر صفوان وفر عكرمة ... وأبو يزيد قائم كالمؤتمة ... واستقبلتهم بالسيوف المسلمة ... يقطعن كل ساعد وجمجمه ... ضربا فلا يسمع إلا غمغمه ... لهم نهيت خلفنا وهمهمه ... لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة ... .
قال ابن هشام وتروى هذه الابيات للرعاش الهذلي قال وكان شعار المهاجرين يوم الفتح وحنين والطائف يا بني عبد الرحمن وشعار الخزرج يا بني عبد الله وشعار الاوس يا بني عبيد الله وقال الطبراني ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا أبو حسان الزيادي ثنا شعيب بن صفوان عن عطاء بن السائب عن طاووس عن ابن عباس عن رسول الله A قال إن الله حرم هذا البلد يوم خلق السموات والارض وصاغه يوم صاغ الشمس والقمر وما حياله من السماء حرام وأنه لا يحل لاحد قبلي وإنما حل لي ساعة من نهار ثم عاد كما كان فقيل له هذا خالد بن الوليد يقتل فقال قم يا فلان فأت خالد بن الوليد فقل له فليرفع يديه من القتل فأتاه الرجل فقال إن النبي A يقول أقتل من قدرت عليه فقتل سبعين إنسانا فأتى النبي A فذكر ذلك له فأرسل الى خالد فقال ألم أنهك عن القتل فقال جاءني فلان يأمرني أن أقتل من قدرت عليه فأرسل اليه ألم آمرك قال أردت أمرا وأراد الله أمرا فكان أمر الله فوق أمرك وما استطعت إلا الذي كان فسكت عنه النبي A فما رد عليه شيئا قال ابن اسحاق وقد كان رسول الله A عهد الى امرائه أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم غير أنه أهدر دم نفر سماهم وإن وجدوا تحت استار الكعبة وهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان قد اسلم وكتب الوحي ثم ارتد فلما دخل رسول الله A مكة وقد أهدر دمه فر الى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فلما جاء به ليستأمن له صمت عنه رسول الله A طويلا ثم قال نعم فلما انصرف مع عثمان قال رسول الله A لمن حوله أما كان فيكم رجل رشيد يقوم الى هذا حين رآني قد صمت فيقتله فقالوا يا رسول الله هلا أومأت الينا فقال إن النبي لا يقتل بالاشارة وفي رواية إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين قال ابن هشام وقد حسن إسلامه بعد ذلك وولاه عمر بعض أعماله ثم ولاه عثمان .
قلت ومات وهو ساجد في صلاة الصبح أو بعد انقضاء صلاتها في بيته كما سيأتي بيانه قال ابن اسحاق وعبد الله بن خطل رجل من بني تيم بن غالب .
قلت ويقال إن اسمه عبد العزى بن خطل ويحتمل انه كان كذلك ثم لما اسلم سمى عبد الله ولما أسلم بعثه رسول الله A مصدقا وبعث معه رجلا من الانصار وكان معه مولى له فغضب