ونحن صبحنا بالتلاعة داركم ... بأسيافنا يسبقن لوم العواذل ... ونحن منعنا بين بيض وعتود ... الى خيف رضوى من مجر القبائل ... ويوم الغميم قد تكفت ساعيا ... عبيس فجعناه بجلد حلاحل ... أإن أجمرت في بيتها أم بعضكم ... بجعموسها تنزون إن لم نقاتل ... كذبتم وبيت الله ما إن قتلتموا ... ولكن تركنا أمركم في بلابل ... .
قال ابن اسحاق فحدثني عبد الله بن ابي سلمة أن رسول الله A قال كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم يشد في العقد ويزيد في المدة قال ابن اسحاق ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله A فاخبروه بما أصيب منهم ومظاهرة قريش بني بكر عليهم ثم انصرفوا راجعين حتى لقوا أبا سفيان بعسفان قد بعثته قريش الى رسول الله A يشد في العقد ويزيد في المدة وقد رهبوا للذي صنعوا فلما لقي أبو سفيان بديلا قال من اين أقبلت يا بديل وظن أنه قد اتى رسول الله A فقال سرت الى خزاعة في هذا الساحل في بطن هذا الوادي قال فعمد أبو سفيان الى مبرك ناقته فأخذ من بعرها ففته فرأى فيه النوى فقال أحلف بالله لقد جاء بديل محما ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله A المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله A طوته فقال يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أو رغبت به عني فقالت هو فراش رسول الله A وأنت مشرك نجس فلم أحب أن تجلس على فراشه فقال يا بنيه والله لقد أصابك بعدي شر ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله A فقال ما أنا بفاعل ثم اتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال عمر أنا أشفع لكم إلى رسول الله A فوالله لو لم أجد لكم إلا الذر لجاهدتكم به ثم خرج فدخل على علي بن ابي طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله A وعندها حسن غلام يدب بين يديهما فقال يا علي إنك امس القوم بي رحما وأقربهم مني قرابة وقد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا فاشفع لي الى رسول الله A فقال ويحك أبا سفيان والله لقد عزم رسول الله A على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه فالتفت الى فاطمة فقال يا بنت محمد هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر فقالت والله ما بلغ ببني ذلك أن يجير بين الناس وما يجير أحد على النبي A فقال يأبا الحسن إني ارى الامور قد اشتدت على فانصحني قال والله ما أعلم شيئا يغني عنك ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس ثم الحق بارضك فقال أو ترى ذلك مغنيا عني شيئا قال لا والله ما أظن ولكن لا أجد لك غير ذلك فقام أبو سفيان في المسجد فقال أيها الناس إني قد اجرت بين الناس ثم ركب