فصار مع المستشهدين ثوابه ... جنان وملتف الحدائق أخضر ... وكنا نرى في جعفر من محمد ... وفاء وأمرا حازما حين يأمر ... وما زال في الاسلام من آل هاشم ... دعائم عز لا يزلن ومفخر ... هموا جبل الاسلام والناس حولهم ... رضام الى طود يروق ويبهر ... بها ليل منهم جعفر وابن أمه ... علي ومنهم أحمد المتخير ... وحمزة والعباس منهم ومنهموا ... عقيل وماء العود من حيث يعصر ... بهم تفرج اللاواء في كل مأزق ... عماس اذا ما ضاق بالناس مصدر ... هم اولياء الله أنزل حكمه ... عليهم وفيهم ذا الكتاب المطهر ... .
وقال كعب بن مالك Bه ... نام العيون ودمع عينك يهمل ... سحا كما وكف الطباب المخضل ... في ليلة وردت علي همومها ... طورا أخن وتارة أتمهل ... واعتادني حزن فبت كأنني ... ببنات نعش والسماك موكل ... وكأنما بين الجوانح والحشا ... مما تأوبني شهاب مدخل ... وجدا على النفر الذين تتابعوا ... يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا ... صلى الأله عليهم من فتية ... وسقى عظامهم الغمام المسبل ... صبروا بمؤتة للأله نفوسهم ... حذر الردى ومخافة أن ينكلوا ... فمضوا أمام المسلمين كأنهم ... فنق عليهن الحديد المرفل ... إذ يهتدون بجعفر ولوائه ... قدام أولهم فنعم الأول ... حتى تفرجت الصفوف وجعفر ... حيث التقى وعث الصفوف مجدل ... فتغير القمر المنير لفقده ... والشمس قد كسفت وكادت تأفل ... قرم على بنيانه من هاشم ... فرعا أشم وسؤددا ما ينقل ... قوم بهم عصم الاله عباده ... وعليهم نزل الكتاب المنزل ... فضلوا المعاشر عزة وتكرما ... وتغمدت أحلامهم من يجهل ... لا يطلقون الى السفاه حباهموا ... وترى خطيبهم بحق يفصل