قال فشربنا وتوضأنا فقلنا لجابر كم كنتم يومئذ قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة وقد رواه البخاري أيضا ومسلم من طرق عن حصين عن سالم بن ابي الجعد عن جابر به .
وقال البخاري حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قلت لسعيد بن المسيب بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول كانوا أربع عشرة مائة فقال لي سعيد حدثني جابر كانوا خمس عشرة مائة الذين بايعوا النبي A يوم الحديبية تابعه أبو داود حدثنا قرة عن قتادة تفرد به البخاري .
ثم قال البخاري حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابرا قال قال لنا رسول الله A يوم الحديبية أنتم خير أهل الارض وكنا ألفا وأربعمائة ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة وقد روى البخاري أيضا ومسلم من طرق عن سفيان بن عيينة به وهكذا رواه الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال إن عبدا لحاطب جاء يشكوه فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله A كذبت لا يدخلها شهد بدرا والحديبية رواه مسلم وعند مسلم أيضا من طرق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول أخبرتني أم ميسر أنها سمعت رسول الله A يقول عند حفصة لا يدخل أحد النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها فقالت حفصة بلى يا رسول الله فانتهرها فقالت حفصة و ان منكم إلا واردها فقال رسول الله A قد قال تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا قال البخاري وقال عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة حدثني عبد الله ابن أبي أوفى قال كان أصحاب الشجرة ألفا وثلثمائة وكانت أسلم ثمن المهاجرين تابعه محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة هكذا رواه البخاري معلقا عن عبد الله وقد رواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة به وعن محمد بن المثنى عن أبي داود عن اسحق بن ابراهيم عن النضر بن شميل كلاهما عن شعبة به .
ثم قال البخاري حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة قالا خرج النبي A عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعر وأحرم منها تفرد به البخاري وسيأتي هذا السياق بتمامه .
والمقصود أن هذه الروايات كلها مخالفة لما ذهب اليه ابن اسحاق من أن أصحاب الحديبية كانوا سبع مائة وهو والله أعلم انما قال ذلك تفقها من تلقاء نفسه من حيث ان البدن كن سبعين بدنة وكل منها عن عشرة على اختياره فيكون المهلون سبع مائة ولا يلزم أن يهدي كلهم ولا أن يحرم كلهم أيضا فقد ثبت أن رسول الله A بعث طائفة منهم فيهم أبو قتادة ولم يحرم أبو قتادة