افنى دوابرها ولاح متونها ... يوم تقاد به ويوم طراد ... فكذاك إن جيادنا ملبونة ... والحرب مشعلة بريح غواد ... وسيوفنا بيض الحدائد تجتلي ... جنن الحديد وهامة المرتاد ... أخذ الاله عليهم لحرامه ... ولعزة الرحمن بالأسداد ... كانوا بدار ناعمين فبدلوا ... أيام ذي قرد وجوه عناد ... .
قال ابن اسحاق فغضب سعد بن زيد أمير سرية الفوارس المتقدمين امام رسول الله A على حسان وحلف لا يكلمه أبدا وقال انطلق الى خيلي وفوارسي فجعلها للمقداد فاعتذر اليه حسان بأنه وافق الروي اسم المقداد ثم قال أبياتا يمدح بها سعد بن زيد ... اذا أردتم الاشد الجلدا ... او ذا غناء فعليكم سعدا ... سعد بن زيد لا يهد هدا ... .
قال فلم تقع منه بموقع وقال حسان بن ثابت في يوم ذي قرد ... أظن عيينة اذ زارها ... بأن سوف يهدم فيها قصورا ... فأكذبت ما كنت صدقته ... وقلتم سنغنم أمرا كبيرا ... فعفت المدينة اذ زرتها ... وآنست للأسد فيها زئيرا ... وولوا سراعا كشد النعام ... ولم يكشفوا عن ملط حصيرا ... أمير علينا رسول المليك ... أحبب بذاك الينا أميرا ... رسول يصدق ما جاءه ... ويتلو كتابا مضيئا منيرا ... .
وقال كعب بن مالك في يوم ذي قرد يمدح الفرسان يومئذ من المسلمين ... ايحسب أولاد اللقيطة أننا ... على الخيل لسنا مثلهم في الفوارس ... وأنا أناس لا نرى القتل سبة ... ولا ننثني عند الرماح المداعس ... وإنا لنقري الضيف من قمع الذرى ... ونضرب رأس الأبلج المتشاوس ... نرد كماة المعلمين اذا انتحوا ... بضرب يسلي نخوة المتقاعس ... بكل فتى حامي الحقيقة ماجد ... كريم كسرحان العضاة مخالس ... يذودون عن أحسابهم وبلادهم ... ببيض تقد الهام تحت القوانس ... فسائل بني بدر اذا ما لقيتهم ... بما فعل الإخوان يوم التمارس ... اذا ما خرجتم فاصدقوا من لقيتم ... ولا تكتموا أخباركم في المجالس ... وقولوا زللنا عن مخالب خادر ... به وحر في الصدر ما لم يمارس