آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا الآيات فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ونشطوا لما دعوهم اليه من حرب رسول الله A فاجتمعوا لذلك واتعدوا له ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاءوا غطفان من قيس عيلان فدعوهم الى حرب النبي A وأخبروهم أنهم يكونون معهم عليه وأن قريشا قد تابعوهم على ذلك واجتمعوا معهم فيه فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر في بين فزارة والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري في بني مرة ومسعر بن رخيلة بن نويره ابن طريف بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان فيمن تابعه من قومه من أشجع فلما سمع بهم رسول الله A وما أجمعوا له من الامر ضرب الخندق على المدينة قال ابن هشام يقال ان الذي اشار به سلمان قال الطبري والسهيلي أول من حفر الخنادق منو شهر بن أيرج بن أفريدون وكان في زمن موسى عليه السلام قال ابن اسحاق فعمل فيه رسول الله A ترغيبا للمسلمين في الاجر وعمل معه المسلمون وتخلف طائفة من المنافقين يعتذرون بالضعف ومنهم من ينسل خفية بغير اذنه ولا علمه E وقد أنزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم ولا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ألا ان لله ما في السموات والارض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون اليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم .
قال ابن اسحاق فعمل المسلمون فيه حتى احكموه وارتجزوا فيه برجل من المسلمين يقال له جعيل سماه رسول الله A عمرا فقالوا فيما يقولون ... سماه من بعد جعيل عمرا ... وكان للبائس يوما ظهرا ... .
وكانوا اذا قالوا عمرا قال معهم رسول الله A عمرا واذا قالوا ظهرا قال لهم ظهرا وقد قال البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو اسحاق عن حميد سمعت أنس قال خرج رسول الله A الى الخندق فاذا المهاجرون والانصار يحفرون في غداة باردة ولم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال اللهم ان العيش عيش الآخرة فاغفر الأنصار والمهاجره فقالوا مجيبين له ... نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا