فزادته عند عمر خيرا وقد قال الاموي حدثني أبي قال قال ابن اسحاق وبلغنا أن عمر قال من سره أن ينظر الى رجل نسيج وحده فلينظر الى سعيد بن عامر قال ابن هشام أقام خبيب في أيديهم حتى انسلخت الاشهر الحرم ثم قتلوه وقد روى البيهقي من طريق ابراهيم بن اسماعيل حدثني جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده عمرو بن أمية أن رسول الله A كان بعثه عينا وحده قال جئت الى خشبة خبيب فرقيت فيها وأنا أتخوف العيون فأطلقته فوقع الى الارض ثم اقتحمت فانتبذت قليلا ثم التفت فلم أر شيئا فكأنما بلعته الارض فلم تذكر لخبيب رمة حتى الساعة ثم روى ابن اسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال لما قتل أصحاب الرجيع قال ناس من المنافقين يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا هكذا لاهم أقاموا في أهلهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله فيهم ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وما بعدها وأنزل الله في أصحاب السرية ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد قال ابن اسحاق وكان مما قيل من الشعر في هذه الغزوة قول خبيب حين اجمعوا على قتله ( قال ابن هشام ومن الناس من ينكرها له ) ... لقد جمع الاحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع ... وكلهم مبدي العداوة جاهد ... علي لأني في وثاق بمضبع ... وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنع ... الى الله أشكو غربتي ثم كربتي ... وما أرصد الاعداء لي عند مصرعي ... فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي ... وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ... وقد خيروني الكفر والموت دونه ... وقد هملت عيناي من غير مجزع ... وما بي حذار الموت اني لميت ... ولكن حذاري جحم نار ملفع ... فوالله ما أرجو اذا مت مسلما ... على أي جنب كان في الله مضجعي ... فلست بمبد للعدو تخشعا ... ولا جزعا اني الى الله مرجعي ... .
وقد تقدم في صحيح البخاري بيتان من هذه القصيدة وهما قوله ... فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي شق كان في الله مصرعي ... وذلك في ذات الإله وان يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ... .
وقال حسان بن ثابت يرثي خبيبا فيما ذكره ابن اسحاق