أن يستغفر لي ثم ذكر ابن اسحاق ما نزل من القرآن في قصة أحد من سورة آل عمران عند قوله واذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم قال الى تمام ستين آية وتكلم عليها وقد بسطنا الكلام على ذلك في كتابنا التفسير بما فيه الكفاية ثم شرع ابن اسحاق في ذكر شهداء أحد وتعدادهم بأسمائهم وأسماء آبائهم على قبائلهم كما جرت عادته فذكر من المهاجرين أربعة حمزة ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وشماس بن عثمان Bهم ومن الانصار الى تمام خمسة وستين رجلا واستدرك عليه ابن هشام خمسة أخرى فصاروا سبعين على قول ابن هشام ثم سمى ابن اسحاق من قتل من المشركين وهم اثنان وعشرون رجلا على قبائلهم أيضا قلت ولم يؤسر من المشركين سوى أبي عزة الجمحي كما ذكره لشافعي وغيره وقتله رسول الله A صبرا بين يديه أمر الزبير ويقال عاصم بن ثابت بن أبي الافلح فضرب عنقه فصل .
فيما تقاول به المؤمنون والكفار في وقعة أحد من الاشعار .
وانما نورد شعر الكفار لنذكر جوابها من شعر الاسلام ليكون أبلغ في وقعها من الاسماع والافهام وأقطع لشبهة الكفرة الطغام قال الامام محمد بن اسحاق C وكان مما قيل من الشعر يوم أحد قول هبيرة بن أبي وهب المخزومي وهو على دين قومه من قريش فقال ... ما بال هم عميد بات نيطرقني ... بالود من هند اذ تعدو عواديها ... باتت تعاتبني هند وتعذلني ... والحرب قد شغلت عني مواليها ... مهلا فلا تعذليني ان من خلقي ... ما قد علمت وما ان لست أخفيها ... مساعف لبني كعب بما كفلوا ... حمال عبء وأثقال أعانيها ... وقد حملت سلاحي فوق مشترف ... ساط سبوح اذا يجري يباريها ... كأنه اذ جرى عير بفدفدة ... مكدم لاحق بالعون يحميها ... من آل أعوج يرتاح الندي له ... كجذع شعراء مستعل مراقيها ... أعددته ورقاق الحد منتخلا ... ومارنا لخطوب قد ألاقيها ... هذا وبيضاء مثل النهي محكمة ... لظت علي فما تبدو مساويها ... سقنا كنانة من أطراف ذي يمن ... عرض البلاد على ما كان يزجيها ... قالت كنانة أنى تذهبون بنا ... قلنا النخيل فأموها ومن فيها